Loader
منذ سنتين

امرأة تشك في نفسها عليها كفارة أو نذر


الفتوى رقم (2830) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: أنا فتاةٌ ملتزمة والحمد لله؛ ولكن تنتابني بعض الشكوك -أحياناً- فأقول لنفسي: هل عليّ بعض النذور أو بعض الكفارات من الأيمان عندما أحاسب نفسي قبل النوم؟

 الجواب:

الأصل في ذمة الإنسان أنها مفرّغة؛ يعني: إنها ليست مشغولة، وعلى هذا الأساس إذا حصل شكٌ عند الإنسان في أن ذمته مشغولةٌ بنذرٍ أو ما إلى ذلك، فالأصل في هذا الباب أنه يأخذ باليقين، فلا يزول يقينٌ بشك، واليقين براءة ذمته، وقد يكون هذا من باب الوساوس والأوهام، وتسلّط الشيطان على الإنسان.

فالمقصود أن الإنسان إذا كان متيقناً، أو غلب على ظنه أنه حصل منه نذر، فإنه يفي به. أما إذا كان مجرد شك، فاليقين لا يزول بالشك.

وفيه فرق بين الشك وبين الوسواس. فالشك يعرض قليلاً للإنسان؛ أما الوساوس فإنها تعرض كثيراً. وأكثر ما تعرض الوساوس في الأمور الواجبة؛ يعني: تعرض في الطهارة، وفي الصلاة، وفي الصيام، وما إلى ذلك.

        أما النوافل: فالشيطان لا يشتغل مع الإنسان في النوافل، كما يشتغل معه في الفرائض؛ لأن الفرائض مطلوبة من الإنسان، والشيطان يحاول ألا يأتي الإنسان بهذا المفروض على الوجه المطلوب؛ لكن عندما يحصل شكٌ عند الإنسان، ويستمر هذا الشك معه، فإذا أراد أن يبرئ ذمته على سبيل اليقين، ويأخذ بجانب الاحتياط فبإمكانه أن يأتي بالنذر الذي نذره؛ لكن لو كثر ذلك وتكرر كثيراً، فينبغي للإنسان أن يفرق بين ما يعرض له من باب الشك، وما يعرض له من الوسواس. فما يعرض له من باب الوسواس هذا يطرحه، وما يعرض له من باب الشك إذا أراد براءة ذمته، فهذا أمرٌ راجعٌ إليه. وبالله التوفيق.