Loader
منذ 3 سنوات

حكم سهو من يسجد للسهو وتكرر ذلك منه


  • الصلاة
  • 2021-12-15
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3973) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: دائماً أسهو وأنا أصلي، وقبل أن أسلم أسجد سجدتي السهو، ثم أقرأ التشهد مرة ثانية، ثم أسجد سجدتي السهو، وآخذ أكرر السهو والسجود عدة مرات غصباً عني، فما توجيهكم؟

الجواب:

        الشيطان له مداخل مع بني آدم، ومن مداخله أن يدخل مع ابن آدم من جهة تطبيق ابن آدم لأوامر الله -جل وعلا-، ومن أوامره: أمره -جل وعلا- للصلاة، والصلاة ركن من أركان الإسلام، وهي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، فيأتي الشيطان إلى ابن آدم ويدخل معه في هذا المجال، بدءاً من الوضوء حتى انتهاء السلام، ولهذا عندما ينتهي الإنسان من الصلاة ويسلم يجد راحة نفسية؛ لأن الشيطان انتهت عمليته، لكن عندما يكون في حالة الوضوء، فقد يغسل العضو الواحد إلى عشرين مرة، ويخيل له الشيطان أنه لم يغسل هذا العضو إلا مرة، أو لم يبلغه، أو ما إلى ذلك، وهكذا في سائر أعضاء الوضوء، وعندما ينتهي من الوضوء، أو قد يعرض له في أثناء الوضوء يقول له: أنت نقضت الوضوء فأعد الوضوء، لا تصلي إلا بوضوء، فقد يتوضأ مرتين، أو ثلاثاً، أو خمساً، أو عشراً. وبعضهم يجلس ساعة كلما توضأ رجع وخيّل له أنه انتقض ووضوؤه، هذا من جهة الوضوء. وكذلك من جهة الصلاة يدخل معه عند إرادة تكبيرة الإحرام، فبعض المصلين قد يركع الإمام، وهو لم يكمل النطق بتكبيرة الإحرام، وهذا الشيطان يعوقه ويجلس على لسانه يعوقه للعقد لسانه على تكبيرة الإحرام، ثم بعد ذلك يدخل معه في الاستفتاح، قد يستفتح كم مرة، ثم في الفاتحة وهكذا، إذا رفع وركع قال له: أنت لم تركع، يجب أن تركع مرة ثانية وهكذا، وقد يعيد الصلاة مرتين، أو ثلاثاً أو أربعاً.

        المقصود أن هذا كله من وساوس الشيطان، والواجب على المسلم أن يتنبه ويفرق بين ما يكون شكاً، وما يكون وسواساً، فإذا كان وسواساً فإنه يطرحه ولا يلتفت إليه مطلقاً، وبإمكانه أن يستعين بالأوراد بعد صلاة الفجر، وبالأوراد بعد صلاة العصر، أو بعد صلاة المغرب، فإنها معينة على طرد الشيطان، هذا من جهة، ومن جهة ثانية يستعين بدعاء الله دائماً، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.

        ومن جهة ثالثة: يحرص بقدر الاستطاعة على ألا يلتفت إلى ما يمليه عليه الشيطان من جهة تكرار الوضوء، أو تكرار الصلاة، أو ما إلى ذلك. قد يخطأ مرة أو مرتين، ولكن تكون النتيجة أنه تخلص من وساوس الشيطان.

        أما إذا استمر في استسلامه له، فإن النتيجة إن الشيطان يأتيه وهذا حصل ويقول: ما دمت تصلي هذه الصلاة ليست بنافعة، فلماذا تتعب نفسك؟ اترك الصلاة نهائياً.

        وقد سألني بعض الأشخاص عن هذا وقال: أنا لي فترة تركت الصلاة؛ بسبب أنني أصبت بوسواس، فلم أتمكن من ضبط صلاتي وفي النهاية قررت تركها، فتقريره للترك هذا من إملاء الشيطان، فالواجب على المسلم أن يتحصن بالأدعية الشرعية، وأن يرجع إلى الله -جل وعلا-.

        ومن جهة رابعة: أن يتفقد نفسه من جهة المعاصي، فقد يكون عاصياً لله -جل وعلا- ويكون تسلط الشيطان عليه بسبب ما يفعله من معاصي، فعليه أن يعود إلى نفسه. وقد يكون أيضاً مقصراً في بعض الطاعات، فالمهم أنه يتفقد نفسه من جميع الوجوه، وأن يتسلح بالسلاح الشرعي، وألا يستسلم للشيطان، بل عليه أن يستعيذ بالله منه.

        إذن تكراره لسجود السهو يعتبر من الوسوسة، والصلاة غير صحيحة. وبالله التوفيق.