حكم بيع التاجر السلعة بثمن مختلف لمن يطلب إنقاص الثمن
- البيوع والإجارة
- 2021-09-28
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1915) من المرسل السابق، يقول: هل يجوز أن يبيع التاجر لمن بايعه، وماكسه السلعة بأقل ممن لم يفعل ذلك مثلاً؟
الجواب:
أن التجارة فن من الفنون من ناحية كسب الزبائن، والزبائن يختلفون، فقد يكون المشتري امرأة، وقد يكون صغيراً، وقد يكون غريباً، وقد يكون جاهلاً بالأسعار، وقد يكون عالماً بأحوال الناس، والشخص الذي يتصيد الناس، ويفاجئ كل شخصٍ يأتي إليه بسعر وعلى حسب ما يقوله بعض الأفراد من هذا النوع، يقولون: نزيد في السلعة بما تساويه مرتين أو ثلاث مرات ولا يضر، إما أن ينزل إما أن يسكت، ونكسب، وإما أن ينزل جزءاً مما زدناه على الثمن الأصلي.
وأنا أذكر بعض الأمثلة من واقع الناس، جاء شخصٌ إلى صاحب دكان وقال له: أريد أن تبيع علي مائتي متر من البز، فقال له أنت صديقٌ وعزيزٌ علي، وأعطيك المتر بسبعة ريالات، فمتر له مائتي متر وأعطاه ألف وأربع مائة ريال، وكان هذا في الضحى، ولما ذهب إلى البيت وأعيد تمتير الأمتار وجدوا أنها نقصت سبعة أمتار، فجاء إلى صاحبه بعد صلاة العصر، ولم يجده في دكانه ووجد جاره، وكان من التوفيق أنه يحمل عينةً من هذه الأمتار، فقال لجاره أريد أن تعطيني سبعة أمتار من هذا القماش، فقال: المتر بريالين، فقال له: أنا اشتريته من جارك بسبعة ريالات، قال يا أخي: هم ما جمعوا هذه الأموال إلا بهذه الأساليب، فإذا ضربنا مائتي متر بريالين صارت النتيجة أربع مائة ريال، وإذا ضربناها بسبعة، صارت النتيجة ألف وأربعمائة ريال، فحينئذٍ صار الفرق ألف ريال.
وحدثني شخصٌ عن نفسه، يقول: إني وجدت في الدكان بضاعة فاسدة ولكنها في مظهرها جيدة، يقول: فأخرجتها إلى واجهة الدكان، يقول: أنا في عقيدتي أن المتر ما يسوى ريالين، فيقول: ما يوجد جنسها في السوق، جاءت النساء بعد صلاة العصر ووجدن أن هذا البز جديد، فقالوا لي : بكم المتر؟ فقلت: بأربع وتسعين ريال. يقول: ما أغلقت الدكان في آخر النهار إلا وقد صفيت هذه البضاعة، يقول المتر ما يسوى ولا ريالين، هو جاء يسأل من أجل أن يتخلص من هذه القيمة.وفيه أمثلة كثيرة من واقع حياة الناس.
فالواجب على صاحب التجارة أن يجري على قواعد في الأسعار التي يبيع بها على الناس، صحيح إنه في بعض الحالات قد تقل السلعة ويكثر الطلب عليها، ولكن عندما تأتي امرأة ويأتي جاهل وقد أرسله أهله، أو يأتي شخصٌ غريب، تنتهز الفرصة ويؤخذ منه ثمنٌ طائل للسلعة، وعندما يأتي شخصٌ يحسن المماكسة، ويعرف السوق، يعطى بالسعر المعقول، لا شك أن هذا عملٌ ليس بجائز، وحجة بعض الأشخاص الذين يسلكون هذا المسلك، يقولون: هذا بيعٌ وشراء، وأنت حر؛ لكن عندما تأتي امرأة تؤمنك، تسألك عن السعر، يعني بكم السعر الذي تبيعه به على الناس، فإذا كان شخص عليه بعشرين وشخصٌ بثلاثين، وشخصٌ بأربعين، وشخصٌ بخمسين، الشخص الذي أتاك واشترى منك بخمسين ، هو سألك عن السعر، فأنت لو قلت له والله الناس يختلفون ، أحد يبيعه بعشرين وأحد بثلاثين، وأحد بأربعين، وأنت بخمسين، لا شك أنه لن يشتري منك؛ لكن عندما تحدد له السعر، هو سيقف ويثق منك ، وبخاصةٍ إذا كان التاجر له مظهرٌ جذابٌ يبعث على الثقة من حيث الظاهر.
والوصية التي أوصي بها التجار أنه يجب عليهم أن يحسنوا إلى الناس الذين يشترون منهم السلع، وعليهم أن يتقوا الله جل وعلا وأن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا يوم القيامة، وبالله التوفيق.