Loader
منذ سنتين

« من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة » هل من يسلك طريقًا للعلم في التربية والتعليم والمناهج وطرق التدريس يدخل؟


الفتوى رقم (11802) من المرسل السابق، يقول: قول النبي ﷺ: « من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة »، هل من يسلك طريقًا للعلم في مجال التربية والتعليم والمناهج وطرق التدريس يدخل في ذلك، أم أنه مقتصرٌ على العلم الشرعي فقط؟

الجواب:

من المعلوم أن من قواعد هذه الشريعة ترتيب المسببات على أسبابها. وإذا نظرنا إلى هذه الشريعة وجدنا أن الأسباب المشروعة مرتب عليها مصالح.

        والأسباب المشروعة لها طريقان:

الطريق الأول: هو الأوامر. والطريق الثاني: هو ترك النواهي.

فعندما يمتثل الإنسان للمأمور به تترتب عليه مصالحه. وعندما يترك ما نهاه الله عنه لوجه الله -جل وعلا- تترتب عليه مصالحه.

وإذا نظرنا إلى المفاسد وجدنا -أيضًا- أنها تنشأ عن طريقين:

الطريق الأول هو ترك المأمور به مع القدرة على فعله. والطريق الثاني: فعل المنهي عنه دون عذر شرعي، فعندما يترك المأمور به مع القدرة عليه تترتب عليه آثاره، وعندما يفعل المنهي عنه دون عذر شرعي تترتب عليه آثاره.

 وبناء على ذلك كله فإن الشخص الذي يزاول شيئاً من العلوم ينظر إلى مدى تأثير هذا العمل، هل هذا العمل فرع من فروع علوم الشريعة أم لا؟ وإذا كان فرعاً من فروع هذه الشريعة فإنه داخل في الأصل؛ لكن ينبغي التنبيه إلى ما قاله ﷺ وهو أن: « من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له طريقاً إلى الجنة » أن الناس يتفاوتون في سلوك هذا الطريق من ناحية الكم، ومن ناحية الكيف، ومن ناحية القصد؛ ولهذا الرسول ﷺ قال: « من تعلم العلم ليماري به العلماء، أو ليجاري به السفهاء، أو ليصرف به وجوه الناس إليه؛ لم يرح رائحة الجنة ».

        فالشخص عندما يشتغل في علم ينظر إلى صلة هذا العلم في علوم الشريعة، ويكون له من الأجر على هذا العلم بقدر نيته من جهة، وبقدر عمله من جهة، وبقدر الآثار المترتبة على هذا العلم؛ لأن الرسول ﷺ قال: « من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أجورهم شيء، ومن سنّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيء ». وبالله التوفيق.