الأمور التي تُحقق بغض الدنيا وحب الآخرة
- فتاوى
- 2021-12-30
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7665) من المرسل السابق، يقول: دُلني أحسن الله إليك على أمرٍ إن أنا فعلته تحقق لي بغض الدنيا، وإن أنا فعلته تحقق لي حُب الآخرة، جزاكم الله خيراً.
الجواب:
يقول الرسول ﷺ: « ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يُحبك الناس »، والزهد في الدنيا ليس معناه أن الإنسان يتجنب الدنيا نهائياً فيسلك مسلك التفريط، يقول الله -جل وعلا-: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}[1] فالإنسان عليه مسؤوليةٌ من ناحية نفسه ومن ناحية من تحت يده، وإذا كان ذلك كذلك فهو مأمورٌ بطلب الرزق؛ ولكنه يطلب الرزق على الوجه المشروع، يطلب رزقاً حلالاً؛ هذا من جهة. ومن جهةٍ ثانية يُنفقه في وجهٍ حلال، فإذا كسب المال من وجهٍ مشروعٍ وأنفقه في وجهٍ مشروعٍ، وقام بحقوق الله -جل وعلا- من العبادات والعقائد فإن هذه الأمور تقربه إلى الله -جل وعلا-.
والزهد فيما عند الناس أن الإنسان لا يسأل الناس تكثراً؛ وإنما إذا كان مستغنياً عما في أيدي الناس فإن منزلته عند الناس تكون مرتفعة، وإن كانوا لا يضرونه إلا بإذن الله ولا ينفعونه إلا بإذن الله، ولكن المال محبوب، فإذا زهد فيما عند الناس من الأموال فحينئذٍ يحبونه. وبالله التوفيق.