Loader
منذ سنتين

هل صحيح أن السلام على النبي ﷺ عند قبره غير مشروع، وماذا نفعل إذا زرنا المسجد النبوي؟


الفتوى رقم (10803) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: القول بأن السلام على النبي ﷺ عند قبره غير مشروع، ولم يفعل ذلك من السلف إلا ابن عمر -رضي الله عنه- وهل هذا صحيح؟ وماذا نفعل إذا زرنا المسجد النبوي؟

الجواب:

        يقول الرسول ﷺ: « لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى ».

        وبعض الناس يعتقد أن زيارة قبر الرسول ﷺ من تمام الحج أو من تمام العمرة؛ يعني: إذا حجّ يعتبر زيارة قبره ﷺ من تمام الحجّ، وإذا اعتمر يعتبر زيارة قبره ﷺ من تمام العمرة وهذا من البدع. والرسول ﷺ يقول: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار ».

        وبناءً على ذلك فلا يجوز، فهذا ليس بصحيح أنها مكملة للحج أو مكملة للعمرة؛ وهكذا لو قصد الإنسان السفر من أجل زيارة قبره ﷺ فهذا مُخالفٌ لنص الحديث الذي ذكرته فيما سبق؛ لأن الحديث الحصر فيه حقيقي؛ يعني: كونه يسافر من أجل التقرب الحصر فيه حقيقي.

        لكن إذا كان الإنسان في المدينة وجاء إلى مسجد الرسول ﷺ فإنه يقف أمامه ويسلّم عليه: « السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، أشهد أنك قد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق جهاده ». ثم يسلّم على صاحبيه أبي بكرٍ وعمر.

        ولكنه لا يدعو الله عند القبور.

        فأنا شاهدت أشخاصاً في المدينة يستقبلون القبر ويستدبرون القبلة ويرفعون أيديهم يدعون، ففيه من يدعو الرسول ﷺ لجلب نفعٍ أو دفع ضرٍ. ولا شك أن هذا من الشرك الأكبر. ومنهم من يدعو الله عند قبره وهذا -أيضاً- لا يجوز للإنسان أن يدعو الله عند قبر الرسول ﷺ اعتقاداً منه أن هذا المكان فيه بركة، ومن أجل ذلك يدعو الله -سبحانه وتعالى- ليقضي حاجته وفيما شرعه الله -جل وعلا- في كتابه أو على لسان رسوله ﷺ غُنيةٌ عن جميع الأمور المحدثة. وبالله التوفيق.