Loader
منذ سنتين

كيف التخلص من الوساوس في الصلاة؟


  • فتاوى
  • 2021-12-17
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4142) من المرسل السابق، يقول: كنت أعاني من أمراض نفسية ووساوس قهرية، وعرضت حالتي على طبيب، وبحمد لله شعرت بتحسن كبير، ولكن الوسواس لم يفارقني حتى في صلاتي، فماحكم صلاتي هل هي صحيحة؟ وكيف يمكن التخلص من هذه الوساوس؟

الجواب:

        عندما يصاب الشخص بوساوس ينبغي أن ينظر إلى الأسباب التي نشأت عنها هذه الوساوس، ويعالج هذه الأسباب.

        فمن ذلك: أن يكون عند الشخص مشاكل، سواء كانت هذه المشاكل عائلية بينه وبين أحد من أهل بيته، أو من سائر أقاربه. أو كانت هذه المشاكل بينه وبين أحد خارج أسرته، كأن يكون موظفاً وتكون هناك مشاكل بينه وبين رئيسه، أو بينه وبين أحد من الموظفين، وهذه المشاكل تقلقه وتكدر نفسه، فتنشأ عنده الوساوس. وقد يكون السبب هو ضعف هذا الشخص من ناحية قيامه بحقوق الله -جل وعلا-، وهذا يجعل الشيطان يتسلط عليه، فيتساهل الشخص في امتثال الأوامر.

        أو أن الشخص يرتكب شيئاً من المعاصي، ويكون ذلك سبباً لحصول هذه الوساوس؛ لأن هذا مدخل من مداخل الشيطان على الإنسان من ناحية الوساوس. إذا حصل خلل من ناحية الواجبات، أو حصل خلل في باب المحرمات، فإن هذا يكون مدخلاً للشيطان من جهة أنه يوسوس لهذا الشخص في الأعمال التي يعملها عندما يمتثل بعض الأوامر، يوسوس له في هذا الأمر.

       ووساوسه قد تكون من جهة تكرار العمل كثيراً، كمن يتوضأ للصلاة خمس مرات، عشر مرات، أو يصلي الصلاة الواحدة خمس مرات، وقد يصليها عشر مرات. وقد سألني سائل وقال: إنني أجلس أتوضأ لصلاة المغرب حتى يؤذن لصلاة العشاء، ولا شك أن هذا أمر فيه خطورة على الشخص، فينبغي للشخص أن يتفقد نفسه من جهة عدم وقوع خلل منه في باب الواجبات، وكذلك في باب المحرمات.

        وقد يكون من الأسباب ضعف الإرادة، فإن الناس يختلفون في الإرادة، فمنهم من يكون قوياً في الإرادة، ولا يلتفت إلى هذه الأمور. ومنهم من تكون إرادته ضعيفة فيستسلم لهذه الوساوس، فينبغي للإنسان أن يكون قوي الإرادة.

        ومما يحسن التنبيه عليه في هذا المقام هو التنبه إلى الفرق بين الوساوس وبين الشك الذي يعرض للإنسان، فالشك يعرض للإنسان على سبيل القلة. أما الوساوس فإنها تكثر، تأتي في المآكل، وتأتي في المشارب، وتأتي في الملابس، وتأتي في العبادات ؛ كالوضوء، والصلاة، والصيام، وغير ذلك من الوجوه.

        وعندما يجد الشيطان مداخل كثيرة على هذا الشخص، فإنه يستولي عليه.

        فواجب على الإنسان أن يبحث عن الأسباب التي نشأ عنها هذا المرض، ويعالج هذه الأسباب، ويستعين بالله -جل وعلا- ويسأله أن يزيل عنه هذا المرض.

        أما ما ذكره من ناحية الصلاة: فالصلاة إذا توفرت أركانها، وشروطها، وانتفت موانعها، فإنها صحيحة، ووجود الوسواس فيها ليس له أثر. وبالله التوفيق.