Loader
منذ سنتين

ما الوسائل التي تزيد من خشوعنا في الصلاة؟ وهل ينقص أجر الصلاة إذا لم يكن فيها خشوع؟


الفتوى رقم (12331) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: لقد سمعنا وقرأنا عن الخشوع في الصلاة؛ ولكن لم يكن ذلك مؤثراً علينا دائماً، في نظركم فضيلة الشيخ، ما السبيل والطرق والوسائل التي تزيد من خشوعنا في الصلاة؟ وهل ينقص أجر الصلاة إذا لم يكن فيها خشوع؟

الجواب:

الشخص في خلال حياته اليومية ويتخلل هذه الحياة اليومية الأوقات التي بين الصلوات. فمثلاً بعد الظهر هذا يكون بين صلاة الظهر وصلاة العصر وهكذا بين سائر الأوقات؛ هذه المدة الزمنية الشخص يتعامل مع نفسه، أو يتعامل مع أهل بيته، أو يتعامل مع الموظفين الذين يُديرهم، أو يتعامل مع الطلاب، أو يتعامل مع أفراد المجتمع، أو يتعامل مع ربه؛ هذا التعامل الذي يصدر منه أو تعامل يكون منه كف عن أمر من الأمور هو عند إقدامه على تنفيذ قولٍ، أو تنفيذ قصدٍ، أو تنفيذ فعل، أو كف عن قول، أو كف عن فعل، أو كف عن قصد -هو في هذه الحال لا يفكر هل هذا القول الذي يُريد أن يُقدِم عليه أو يكف عنه، وهذا الفعل الذي يُريد أن يُقدِم عليه أو يكف عنه، وهذا القصد الذي يُريد أن يمضيه ويمضي ما يترتب عليه أو يكف عنه -هو لا يفكر هل هذا موافق لشرع الله أم أنه مخالف لشرع الله؛ لكن يهمه هو أن ينفذ ما أراده من فعل أو قول أو قصد أو كفٍ عن أي واحد منهما. هذه الأمور التي تحصل منه هي عبارة عن أسباب. ومن قواعد هذه الشريعة أن الأسباب يترتب عليها مسبباتها، وعدم الخشوع في الصلاة هو مسبب عن أمر ارتكبه هذا الشخص، وارتكابه لهذا الأمر حال بينه وبين الخشوع في الصلاة.

وبناءً على ذلك كله فالشخص يحتاج إلى إعادة النظر في نفسه هل هو مستقيم على طاعة الله أم أنه يحصل منه شيء من المخالفات، ولهذا الله -سبحانه وتعالى- يقول لنبيه ﷺ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}[1]، ويقول لنبيه ﷺ: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}[2]، ويقول بعض السلف: « إذا عصيت الله عرفت ذلك في سوء خلق دابتي وزوجتي ».

وبناءً على ذلك كله فإذا كانت الآثار المترتبة لا ترضي الله -جل وعلا- فاعلم أنك أنت السبب فيها لقوله -جل وعلا-: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}[3]. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (153) من سورة الأنعام.

[2] من الآية (112) من سورة هود.

[3] الآية (30) من سورة الشورى.