الفتوى رقم (4850) من المرسلة السابقة، تقول: سألتني إحدى جاراتي فقالت: إنها قديماً كانت تجهل أمور الدين حيث أنها كانت تتبرج وتتزين عندما تخرج ويراها الرجال، أما الآن وقد هداها الله أصبحت تخرج متسترة، فهل عليها إثم فيما سبق؟

الجواب:

        ما ذكرته من الأعمال التي تعملها من ناحية كشف الوجه، ومن ناحية التزين عند الخروج من أجل أن يراها الرجال، هذه أعمالٌ لا تجوز، وبما أن الله -سبحانه وتعالى- هداها فصارت تتحجب، ولا تخرج متزينة فهذه نعمةٌ أنعم الله بها عليها تشكره جل وعلا على هذه النعمة، وتتوب إليه مما صدر منها من الماضي، والتوبة تجب ما قبلها إذا تاب الشخص توبةً صادقة فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والله -سبحانه وتعالى- شرع التوبة وذكرها في مواضع كثيرة من القرآن ومن ذلك قوله: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ}[1] وقال في موضع آخر: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ}[2]، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}[3]

        المقصود: أن الشخص يتوب إلى الله توبة صادقة. وبالله التوفيق.