الفتوى رقم (4511) من المرسل السابق، يقول: أفيدوني عن رجلٍ يؤذي أخاه أو جاره بأشياء تسبب له الأذى، فهل على من وقع عليه هذا الأذى أن يرد على من ظلمه واعتدى عليه بنفس الشيء؟

الجواب:

        السائل لم يحدد نوع الأذى ولم يحدد عين الأذى، ولكن عندما يُعتدى على الشخص من جهة نفسه أو من جهة عرضه، أو من جهة عقله، أو من جهة ماله، ففي إمكانه رفع الأمر إلى الجهة المسؤولة إلى الحاكم الإداري، والحاكم الإداري بدوره يحيله إلى محكمة بلده، وبالتالي يحضر المعتدي معه ويتخاصمان عند القاضي، ويقضي لهما بما يقتضيه الوجه الشرعي.

        أما أن الشخص يأخذ حقه بيده، أصبحت الأمور فوضى، وأصبح وجود الحكام الإداريين ووجود القضاة، ووجود رجال الحسبة وكذلك رجال الدعوة يدعون إلى الله ويبينون للناس الحلال من الحرام، أصبح وجودهم لا قيمة له مادام أن الشخص يأخذ حقه بيده، فتكون الأمور فوضى، وقد يأخذ الإنسان أكثر من حقه، وقد يأخذ مثل حقه، وقد يعجز عن أخذ كل حقه لكن يأخذ قليلاً منه.

        فالله جل وعلا نصب هذه الولايات الشرعية، وذلك من أجل إيصال الحقوق إلى أصحابها، وإنصاف المظلوم من الظالم. وبالله التوفيق