الفتوى رقم (10578) من المرسلة السابقة، تقول: ما حكم تكرار الأذكار أكثر من مرة في نفس الوقت؟

الجواب:

        جاء رجل إلى الرسول ﷺ فقال: « يا رسول الله، أوصني. قال: « لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله ». « وموسى -عليه السلام- قال: يا رب، علمني دعاءً أدعوك به قال: يا موسى، قل: لا إله إلا الله. قال: يا رب، كل عبادك يقولون: لا إله إلا الله. قال: يا موسى، لو أن السموات السبع والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفّة لمالت بهن لا إله إلا الله ». والباقيات الصالحات جاء في تفسيرها أنها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. ومرّ الرسول ﷺ على عجوزٍ كانت قد جمعت أحجاراً فإذا قالت: سبحان الله أخذت حجراً من جهة ووضعته في جهةٍ أخرى، فلما جاء ضحىً مرّ عليها الرسول ﷺ عائداً من حاجته فقال لها: « لا تزالين على الحالة التي رأيتك عليها؟ » قالت: نعم. قال: « ألا أدلك على خير ٍ من هذا؟ » قالت: بلى يا رسول الله. قال: « قولي سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته... » إلى آخر الدعاء الذي علمها رسول الله ﷺ.

        وبناءً على ذلك فإن الشخص يكثر من ذكر الله؛ وذلك أن الإنسان إذا عوّد لسانه على النطق بالخير، وعوّد سمعه على استماع الخير، وعوّد بصره على النظر إلى الأمور الطيبة فإنه يعتاد ذلك، فإن الإنسان إذا كرر الشيء ألفه؛ سواءٌ كان قبيحاً أو كان حسناً ، فتربية الإنسان للسانه على كثرة ذكر الله والتسبيح والتهليل والتحميد وما إلى ذلك فقد قال ﷺ: « من قال في يومٍ وليلة سبحان الله وبحمده مائة مرة غُفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ». وفيه أحاديث كثيرة تدل على فضل الدعاء، فعلى الإنسان أن يتعود على ذلك. وبالله التوفيق.