Loader
منذ سنتين

هل من أكل الحرام لا تُقبل منه الدعوة مطلقاً في الدنيا؟ ومن أكل مالاً حراماً هل تُجزئه التوبة فقط؟


الفتوى رقم (12436) من المرسل السابق، يقول: هل من أكل الحرام لا تُقبل منه الدعوة مطلقاً في الدنيا؟ وما الواجب على من أكل مالاً حراماً هل تُجزئه التوبة فقط؟

الجواب:

هذا المال الحرام الذي أكله هذا يختلف: قد يكون رشوة، وقد يكون ربا، وقد يكون مالاً غصبه من أحد، وقد يكون مالاً سرقه من أحد؛ إلى غير ذلك من أنواع الأموال المحرمة، فيُرجع إلى نوعية المال من جهة، وإلى مالك هذا المال من جهة أخرى.

        فإذا كان المال مسروقاً أو كان مغصوباً فإنه يرده إلى صاحبه؛ وكذلك إذا كان المال الذي أخذه رشوة هو لا يجوز له؛ بل الواجب عليه رد هذا المال إلى من دفعه.

أما إذا كان المال معاملة ربوية وانتهت؛ فهذا يستغفر الله -جل وعلا- ويتوب إليه.

ومما يحسن التنبيه إليه أن أكل المال بالحلال له تأثير على الإنسان في نفسه، وله تأثير عليه في نشاطه في عباداته. وأما المال الحرام فكما أنه آثم من جهة، وقد يتعلق به حق مخلوق أو حق خالق من جهة أخرى؛ فإن له تأثيراً على الإنسان في نفسه من ناحية وجود الخمول والكسل والعجز، وله تأثير عليه في عباداته؛ ولهذا الرسول ﷺ « لما ذكر الرجل يطيل أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يقول: يا ربي يا ربي، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام ». والرسول ﷺ قال بعد ذلك: « فأنى يُستجاب له ». فلا شك أن المال الحرام عندما يأكل منه الإنسان فإنه مانع من موانع قبول الدعاء بهذا الدليل. وعلى كل شخص أن يتقي الله في نفسه. وبالله التوفيق.