التوجيه والنصيحة في ارتداء الحجاب ولبس الملابس الوسيعة
- سدالذرائع
- 2022-05-17
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6765) من المرسل السابق، يقول: كيف يمكنكم توجيه الفتيات بارتداء الحجاب ولبس الملابس الواسعة؛ لأنه في هذا الزمان كثرت الملابس الأجنبية الضيقة؛ مما أدى النظر إلى الفتيات وأحياناً الجلوس معهن من غير المحارم. وجّهوا نصيحة أحسن الله إليكم.
الجواب:
هذا الموضوع في الحقيقة يتعلق بأولياء أمور النساء. وكثير من أولياء أمور النساء يحصل منهم تقصيرٌ، التقصير هذا له وجوه، من هذه الوجوه من ناحية الابتداء؛ وكذلك من ناحية المراقبة المستمرة، وكذلك من ناحية نوعية الثياب وما إلى ذلك، والرسول ﷺ قال: « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته » وذكر: « والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته ».
فإذا كان الشخص في بيته وعنده نساء هو وليٌ عليهن فالواجب عليه أن يراقبهن مراقبة دقيقة؛ لأنه مسؤولٌ عنهن يوم القيامة؛ ولكن حصول التساهل من أولياء أمور النساء هو الذي نشأ عنه تساهل النساء فيما يتعلق باللباس من جهة، وكثرة الخروج من جهة ثانية؛ وكذلك مجالسة المرأة للرجال الذين ليسوا بمحارمها في كثيرٍ من البلدان. والواجب على ولي المرأة أن يراقبها هذا من جهة، ومن جهة ثانية أن المرأة -أيضاً- مسؤولةٌ عن نفسها كما أن وليُ أمرها مسؤولٌ عنها فهي مسؤولةٌ عن نفسها؛ ولهذا كانت أعمالها السيئة عليها، وكانت أعمالها الصالحة لها؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"[1]، ويقول -جل وعلا-: "يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)"[2]، ويقول -جل وعلا-:"فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ"[3]، فكل واحد يوم القيامة يجزى بما عمله من خير أو من شر، فهي مسؤولةٌ عن نفسها. والواجب عليها -أيضاً- أن تتعلم الأمور الشرعية التي تخصها، ومن ذلك ما يختص بلباسها وخروجها واجتماعها مع الرجال، هي لها أن تجتمع مع محارمها؛ أما غير محارمها فلا يجوز لها الاجتماع بهم والاختلاط بهم والتحدث معهم؛ لأن هذا من وسائل الإغراء بها فهي تغري نفسها بهم، وهم -أيضاً- يتعلقون بها؛ فتحصل فتنٌ فيما بعد على المدى البعيد، ومن قواعد الشريعة سد الذرائع. وبالله التوفيق.