حكم تكرار التوبة
- فتاوى
- 2021-12-17
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4128) من المرسل أ. أ. أ، يقول: كنت في العاشرة من العمر فعلت عملاً يعد من كبائر الآثام، ولكنني بعدها تبت إلى الله -سبحانه وتعالى-، وبعد سنتين من التوبة، قمت وعملت مثل هذا العمل القبيح مرة أخرى، ولكني تبت مرة أخرى ؛ لكن هذه المرة توبة نصوحاً، وقد مرت الآن أربع سنوات على توبتي الأخيرة ولله الحمد. وأنا الآن أصلي وأصوم ؛ ولكن سمعت أن التوبة لا تجوز إلا مرة واحدة، وقيل لي: إن توبتك غير مقبولة؛ لأن التوبة لا تجوز إلا مرة واحدة ولا تجوز مرتين، فأنا الآن محتار، أفيدوني، أثابكم الله.
الجواب:
هذه المسألة لا تختص بهذا الشاب، فكثير من الناس يقدمون على المعصية، وذلك بإغراء من الشيطان، ثم بعد ما ينتهي من عملها يتخلى عنه الشيطان، ويعود إلى رشده، ويندم ثم يتوب إذا فتح الله عليه أبواب التوبة. وبعض الناس يغرق في المعاصي ويموت ولا يتوب.
ولكن إذا أقدم الإنسان على المعصية، ثم بعد ذلك تاب إلى الله توبة نصوحاً، وبعد فترة عاد إلى نفس المعصية، أو إلى غيرها ثم تاب، فليس هناك أحد من الخلق يحول بينه وبين الله من جهة توبته، والله -جل وعلا- يقول: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73)}[1]، فهذا تكون عنده يقظة في نفسه من ناحية المعصية، بصرف النظر عن عين المعصية؛ لأن المعاصي كثيرة، فمنها قتل النفس بغير حق، ومنها الزنا، ومنها الشرك، ومنها شرب الخمر، ومنها شهادة الزور، إلى غير ذلك من المعاصي، فعندما يقدم الإنسان على المعصية ويتوب منها، فالله -سبحانه وتعالى- يقبل التوبة، ولهذا قال -تعالى-: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[2]، والشخص إذا أذنب ثم تاب، ثم أذنب ثم تاب، وعلم أن له رباً يغفر الذنوب، فهو يتوب إليه.
وهذا الرجل ينبغي أن يحمد ربه، حيث تاب توبة صادقة. وبالله التوفيق.