Loader
منذ 3 سنوات

حكم مجالسة من يتساهل في الصلاة


  • الصلاة
  • 2021-12-13
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3914) من المرسل م. م. م، يقول: لدي إخوة أكبر مني سناً، وعلى وشك الزواج، ولكنهم لا يصلون حتى صلاة الجمعة قد يضيعونها في بعض الأحيان، وأن دائم في إرشادهم ونصحهم، ولكن دون جدوى، وأنا الآن لا أجالسهم؛ لأن لهم تأثيراً كبيراً، فكم أضعت الصلاة في المسجد بسببهم، فهل عليّ إثمٌ أو ذنب في عدم مجالستهم؟

الجواب:

        الصلاة ركن من أركان الإسلام، وهي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، وقد حث الله -جل وعلا- عليها في القرآن في مواضع كثيرة، ومدح الذين يحافظون عليها، وذم الذين يتركونها أو يتساهلون فيها، فالتساهل فيها من صفات المنافقين، والشخص الذي يترك الصلاة بيّن الرسول ﷺ حكمه في قوله: « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر »، وقال ﷺ: « بين الرجل وبين الكفر أو الشرك ترك الصلاة ».

        فترك الصلاة من نواقض الإسلام، وتارك الصلاة إما أن يتركها جاحداً لوجوبها، فهذا كافر بإجماع أهل العلم. وإما أن يتركها تهاوناً وكسلاً، فهذا كافر على الصحيح من أقوال أهل العلم، يستتاب ثلاثاً فإن تاب وإلا قتل. أما من جهة وجود شخص في البيت لا يصلي، فالأبُ في البيت قد لا يصلي وأولاده يصلون، أو أن أحد الأولاد لا يصلي، وعنده والده يصلي وإخوانه يصلون، أو أن الشخص لا يصلي وزوجته تصلي، أو العكس الزوجة لا تصلي ولكن زوجها يصلي، وهذه مسائل واقعة. فالواجب هو نصح هذا الشخص الذي لا يصلي، فالرسول ﷺ قال: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه ».

        فهذه درجات مرتبة على حسب القوة، فأقواها تغيير المنكر باليد، وهذا لمن كان من أهل اليد في كل موضع بحسبه، وإذا لم يكن من أهل اليد فيغيره بلسانه، وإذا خشي أن يترتب على ذلك مفسدة عظيمة، فيغير بقلبه. أما من ناحية احترامه، وتقديره، وإكرامه، والجلوس معه، ومؤاكلته، فالله بين ذلك في قوله -تعالى-: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}[1]. فالشخص الذي يترك الصلاة لا شك أنه محاد لله ولرسوله؛ لأنه لم يعمل بما دل عليه القرآن، ولم يعمل بما دلت عليه السنة من جهة الصلاة. فالواجب مقاطعته وهجره لوجه الله؛ تطبيقاً لهذه الآية التي ذكرتها. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (22) من سورة المجادلة.