Loader
منذ سنتين

طلب الحديث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟


  • فتاوى
  • 2021-12-28
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5037) من المرسل السابق، يقول: نرجو منكم الحديث عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

الجواب:

        المعروف ما أمر الله به وترك ما نهى عنه، هذا هو المعروف، فالواجبات والمندوبات من المعروف، والمباحات هي من المعروف ولكن الإنسان مخيرٌ بين فعلها وبين تركها، بخلاف الواجب فإنه يجب عليه فعله والمندوب يكون فعله أفضل من تركه، وترك المحرمات هذا من المعروف.

        والمنكر هو: ترك الواجبات وفعل المحرمات.

        والمنكر والمعروف يقعان في الشخص، فالشخص في حاله يفعل الواجب ويفعل المندوب ويكون قد أمر نفسه بالمعروف ويترك ما حرم الله ويكون قد أمر نفسه بالمعروف، يترك الواجب ويكون قد فعل منكراً بنفسه، ويفعل المحرم ويكون قد أتى بمنكرٍ فالمعروف والمنكر يقعان في الشخص، وهو مسئولٌ عن نفسه من جهة أنه يأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر، فيجعلها تسير على وفق ما أمر الله به تفعله، وما حرمه الله جل وعلا فإنها تتركه.

        والمعروف والمنكر كما إنهما يوجدان في الشخص فإنهما يوجدان أيضاً تحت مسؤوليته في بيته، فزوجته رعية له يأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر، وولده يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر وسائر من في بيته، والشخص يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إذا كان ذلك من مسؤوليته ويكون قادراً على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بيده، أو يكون من القادرين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلسانه، والذي له القدرة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هم الذين جعل الله لهم السلطة والذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بأقوالهم، هؤلاء هم أهل العلم.

        وعندما ينظر الشخص إلى مواقع المعروف ومواقع المنكر والصلاحيات التي منحت للمسؤولين فإنه يجد أن الإفتاء من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويجد القضاء بجميع أجهزته أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، ويجد الحسبة والجهة المسؤولة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وهكذا كل مسؤولٍ هو مأمورٌ بأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في حدود مسؤوليته.

        وبناءً على ذلك فإن المعروف يكون في الفرد، وفي الأسرة، وفي المجتمع، والمنكر يكون في الفرد وفي الأسرة وفي المجتمع، والأمر بالمعروف يكون من الفرد على نفسه وعلى أسرته، ويكون من المسؤول على من تحت يده وتحت ولايته، وهكذا النهي عن المنكر يكون من الشخص لنفسه، ومن الشخص لرعيته التي تحته ويكون من الشخص بالنظر إلى المسؤولية الملقاة على عاتقه، والرسول ﷺ يقول: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته، والرجل راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها، والسيد راعٍ في مال سيده ومسؤولٌ عن سيده، ألا وكلكم راع وكلم مسؤول عن رعيته »، وهكذا بالنظر أيضاً إلى الأجراء الذين يشتغلون عند الناس ويكونون رعاةً على أعمالهم، وهكذا من تكون له وكالةٌ على عملٍ من الأعمال، أو يكون ولياً على قاصرٍ من القصار مثلاً، أو يكون ناظراً على وقف من الأوقاف، إلى غير ذلك من الولايات، كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. وبالله التوفيق.