حكم ترك الصلاة بسبب عدم وجود الماء
- الطهارة
- 2021-06-19
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (331) من المرسل السابق، يقول: خلال مشاركتي في الجبهة، انقطعت عن الصلاة لمدة شهر بسبب عدم توفر الماء في كل الأوقات، وليس هناك مجال يسمح لي بأداء الصلاة، لكن لم أنقطع عنها نهائياً إذ كنت في بعض الأحيان أصلي بعض الفروض، وأحياناً أخرى لا أستطيع الصلاة علماً أني بعد رجوعي إلى البيت في إجازة كنت أقضي ما فاتني من صلاة وهكذا، وعندما أكملت المشاركة استمريت بقضاء ما فاتني من صلاة احتياطاً؛ لأني لم أضبط المدة جيداً حتى أتيقن بأني قضيتها جميعا، فهل هذه الصلاة التي قضيتها صحيحة أم أنا آثم في فعل هذا؟وهل علي كفارة علماً أني ندمت على ما فعلت وعزمت على أن لا أفرط في صلاة بعد الآن؟
الجواب:
هذه المسألة في الحقيقة لها نظائر كثيرة، ويسأل عنها كثير من الناس، ومن المؤسف أنه يحصل عدم تنسيق بين الأعمال وبين مواقيت الصلاة، فقد يحصل مزاحمة من الأعمال لمواقيت الصلاة، قد يكون ذلك بقصد، وقد يكون بسوء تدبير؛ يعني لا لسوء قصد ولكن لسوء الإدارة، وعلى الأشخاص الذين يديرون مثل هذه الأعمال أن يتقوا الله في الأشخاص الذين يرتبطون بهم، وأن يعملوا لهم تنسيق بين الأعمال وبين مواقيت الصلاة، بحيث إن العمل لا يكون مزاحماً لوقت الصلاة، وعلى سبيل المثال تحصل محاضرات تلقى في أوقات الصلاة بحيث يخرج وقت الصلاة والدروس مستمرة فلا يتمكن الطالب؛ يعني لا يسمح له للخروج لأداء الصلاة، وهذا عمل إن لم يكن من فروض الكفايات، فهو من سنن الكفاية، وفي هذا يكون قد فوت الشخص واجباً من الواجبات العينية عليه؛ لأنه باستماعه لهذا الدرس أخّر الصلاة عن وقتها، وتأخير الصلاة عن وقتها لغير عذر شرعي لا يجوز، وليس هذا من الأعذار الشرعية، كما أن هذا موجود في جانب التدريس فهو موجود أيضاً في جوانب متعددة من الأعمال.
فواجب على الأشخاص الذين يديرون هذه الأعمال أن يتقوا الله في الأشخاص الذين يرتبطون بهم، وأن يعملوا تنسيقاً بمقتضاه يتمكن الشخص من أداء الصلاة في وقتها، وكذلك يتمكن من أداء العمل.
وأما ما ذكره في آخر كلامه بأنه قضى الصلوات التي مضت حتى تيقن أنه قضى ما وجب عليه وعلى هذا الأساس، فما بينه وبين الله فهو يرجع إلى الله، ولكن أنصحه أن لا يعود إلى ذلك، وأن يستغفر الله وأن يتوب إليه، وبالله التوفيق.