الفتوى رقم (7060) من المرسل السابق يقول: إذا أبرزت الخضار الطيبة في أعلى السيارة حتى يزاد في سعرها، مع العلم أني لو وضعتها أسفل الشاحنة فقد فقدت سعرها الحقيقي وهذا ظلم؟

الجواب:

        إذا كانت الخضرة التي تجعلها في أعلى السيارة وتبيعها متساوية هي وما تحتها؛ بمعنى: إنك تظهر الشيء الحسن الدال على أن جميع البضاعة مماثلة لهذا الشيء الذي جعل الناس ينظرون إليه، هذا هو المشروع في حقك.

        أما إذا كنت من الناس الذين يُظهرون علامةً دالةً على حسن البضاعة؛ ولكن الذي تحت يكون أقل منها بكثير مثلاً، يكون أقل منها ولو أخرجته للناس لقلّ سومهم للبضاعة ككل؛ فهذا من باب الغش وداخلٌ في عموم قوله ﷺ: « من غشنا فليس منا ».

        ومما يؤسف له أن كثيراً من الذين يبيعون في أسواق الخضار وفي أسواق التمور يستعملون الغش، ويجعلون ما يشاهده من يريد الشراء حسناً، وما تحته لو كُشف لما اشتراه مطلقاً، فلا يجوز للإنسان أن يعمل ذلك؛ لأنه لا يحب أن يُعمل معه هذا العمل. وقد قال ﷺ: « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه »، ثم إن الغش قد ينشأ عنه آثارٌ سيئةٌ بالنسبة للبائع فقد يكون سبباً في نزع البركة من عمره، وقد يكون سبباً في نزع البركة من ماله، وقد يكون سبباً في نزع البركة من تجارته، إلى غير ذلك من المفاسد التي تترتب على ذلك.

        فعلى كل شخصٍ يشتغل على هذه المهنة أن يتقي الله -جل وعلا-، وأن يحب للمسلمين ما يحبه لنفسه، ومن ذلك أن يجعل البضاعة مكشوفةً والسعر الذي يأتي فيه كفاية وفيه بركة، فليس المهم أن يتحصل على قيمةٍ كبيرة للبضاعة؛ ولكن المهم أن يكون الشيء الذي يأخذه حلالاً. وبالله التوفيق.