صحة حديث: « من بات كالاًّ من عمله بات مغفورا له »
- الرقية من السحر
- 2021-06-17
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (245) من المرسل ح.ع.ح مصري مقيم في العراق، يقول: أنا سمعت حديثا عن الرسول ﷺ يقول فيه: « من بات كالاً من عمله بات مغفوراً له »[1]، فما العمل؟ نرجو التوضيح، هل هو العمل في العبادة، أو العمل في السعي على المعيشة؟
الجواب:
أنا لا أعلم عن صحة هذا الحديث بهذا اللفظ، ولكن جاءت أدلة كثيرة تدل على الترغيب في العمل، والعمل عملان:
أما العمل الأول: فهو مقرب لطاعة الله أو معين عليها.
وأما العمل الثاني: فهو مقرب لمعصية الله أو معين عليها.
وفي هذا يقول النبي ﷺ: « كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها »[2]، وقد شرع الله -جل وعلا- أموراً كثيرة من الأعمال كمشروعية التجارة؛ يعني على سبيل المثال.
فإذا كان الشخص يشتغل بعمل يريد به وجه الله خاصة كالعبادات، كإنسان مثلا يصلي الفرائض ويصلي النوافل، ويتعبد الله -جل وعلا- بتلاوة كتابه وتسبيحه وذكره.
المقصود أنه يشغل نفسه بطاعة الله -جل وعلا-، فهو مثاب على قدر ما يأتي به من العمل، وما يصدر منه من القصد؛ لأن الأعمال بالنيات.
وإذا كان هذا الشخص يشتغل بالعكس، يشتغل بمعاصي الله، أو يشتغل بالوسائل التي توصل إلى معصية الله -جل وعلا-، وأمثلتها لا تخفى على السائل ولا على المستمع، فحينئذ يكون عاصياً لله -جل وعلا- في عمله هذا، وسواء في ذلك اشتغل في الغاية التي هي المعصية، أو اشتغل في الوسيلة التي تؤدي إلى المعصية؛ لأن من القواعد المقررة في الشريعة، أن الوسائل لها حكم الغايات.
ومما يحسن التنبيه عليه هنا: أن كثيراً من الناس -ومع الأسف الشديد- لا يعرفون قيمة الوقت، ولهذا لو حاسب شخص ما من الناس، حاسب نفسه في خلال أربع وعشرين ساعة، ونظر ما الذي قدمه لنفسه عند ربه، وما الذي قدمه لنفسه لراحته وما إلى ذلك، وما الذي قدمه لمجتمعه، وما الذي قدمه لأسرته بصفته مسؤولاً عنهم، لوجد أن الوقت الكثير من هذه المدة التي ذكرتها ضائع لا يستفيد منه.
ولهذا أنصح السائل وأنصح من يضيع وقته من المستمعين أن يجتهدوا في الاستفادة من الوقت؛ لأن الوقت هو جوهر حياة الإنسان، فإن استعمل هذا الجوهر في مصارفه الشرعية استفاد منه، وإن لم يصرفه في مصارفه فإنه يكون خسارة ووبالاً عليه يوم القيامة. ولهذا يقول عمر بن الخطاب t: أرى الرجل فيعجبني، فإذا قيل لي لا عمل له سقط من عيني[3]، وبالله التوفيق.