Loader
منذ 3 سنوات

حكم الجدال مع الأم أو أحد أفراد الأسرة


  • فتاوى
  • 2021-07-26
  • أضف للمفضلة

الفتوى قم (6492) من المرسلة السابقة، تقول: ربما غضبت على والدتي ورفعت صوتي أحياناً، ووالدتي تدعو علينا دعاءً شديداً، وتستغفر بعد الدعاء، فماذا يجب عليّ؟

الجواب:

        الخلاف الذي يحصل بين فردين أو أكثر من أفراد الأسرة لا بدّ من البحث عن أسبابه، والسعي في معالجة هذه الأسباب، فقد يكون السبب من الأب فقط، أو من الأم فقط، أو من أحد الأولاد، أو من زوجة أحد الأولاد، وقد يكون السبب مشتركاً، فلا بدّ من تحديد السبب من جهة، والمتسبب من جهةٍ ثانية، ثم بعد ذلك علاج هذا السبب، والسبب قد يكون حقاً من حقوق الله، وقد يكون حقاً من حقوق الشخص في حدّ ذاته؛ بمعنى: إنه يمكنه أن يتسامح عنه، أما إذا كان السبب من حقوق الله؛ مثل: ولد موجود عند أهله في البيت لا يصلي وقد بلغ سن التكليف، إما لا يصلي مطلقاً، أو لا يصلي مع جماعة المسلمين في المسجد؛ فهذا ليس من حقوق الأب؛ ولكنه حقٌ من حقوق الله -جل وعلا-، فهذا لا يجوز التسامح فيه. أما إذا كان الشخص بإمكانه أن يتسامح عنه هذا خيرٌ؛ لأن العفو خيرٌ، يقول الله -جل وعلا-:"وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"[1]، "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)"[2]، "وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"[3]؛ لأن الشيطان يحول بينك وبين الإصلاح فيما بينك وبين أخيك، وقد سئل الإمام أحمد -رحمه الله- سأله سائلٌ قال: يا أبا عبد الله، كيف أسلم من الناس؟ قال: أحسن إليهم ولا تطلب منهم أن يحسنوا إليك، وتحمل إساءتهم ولا تسء إليهم ولعلك تسلم. وهذا يكون شأن الفرد من الأسرة مع بقية أفراد الأسرة، لا بدّ من تمييز الحق إذا كان لله فلا يجوز التنازل عنه، وإذا كان حق من حقوق الشخص فمن عفا وأصلح فأجره على الله. وبالله التوفيق.



[1] الآية (33) من سورة فصلت .

[2] الآيات (34- 35) من سورة فصلت.

[3] الآية (200) من سورة الأعراف.