Loader
منذ 3 سنوات

حكم رفع الصوت على الأم


  • فتاوى
  • 2021-07-31
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (6912) من المرسل السابق، يقول: ما حكم ما تفعله بعض الفتيات من رفع أصواتهن على والدتهن عندما تأمرهن بأداء عمل في المنزل؟

الجواب:

        التعامل الذي يكون بين الأسرة في البيت لابدّ أن يكون مبنياً على التعاون فيما بين الأفراد، هذا من جهة، ومن جهةٍ ثانية كف الأذى؛ فالأب قد يكون مؤذياً لأولاده، والأم كذلك تكون مؤذية ويحصل ضيق في القلب، الشخص المُؤذى يحصل عنده ضيقٌ في قلبه، وإذا حصل ضيقٌ في قلبه اتسع لسانه، ومعنى اتساع اللسان أنه يحصل عنده كلامٌ كثير. ومن ضيق الصدر قد لا يتحرى في وزن الكلام الذي يقوله، فلا بدّ أن يكون هناك قاعدة في الأسرة وهذه القاعدة هي التعاون وعدم إيصال الأذى من شخص إلى شخص، وإن حصل أمرٌ آخر وهو إيصال الإحسان، والإحسان يكون بالقول، ويكون بالفعل وبغير ذلك من الوجوه، فعلى الإنسان أن يستعمل هذه الأمور إيصال الإحسان ولو بالقول، وكفّ الأذى وحصول التعاون، ولهذا لما سئلت عائشة لعما يعمله الرسول ﷺ في بيته قالت: « يكون في حاجة أهله »[1]، وهو ﷺ أشرف الخلق على الإطلاق. وبعض الآباء يفرض سلطة تكون خارجةً عن حد الاستقامة ويكون فيها ظلم، فكون الشخص أباً أو كون المرأة أماً هذا لا يعني أنه يظلم، ولهذا يقول الله -جل وعلا- في الحديث القُدسي: « يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً ».

        أما بالنظر إلى البنات فإذا حصل عليهن أذىً من الأب أو من الأم فعلى كل واحدة أن تتحمل ذلك وأن تحتسب الأجر على الله -جل وعلا- وألا تقابل ذلك بالعقوق، فقد قال الله -جل وعلا-: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)"[2]، وبالله التوفيق.



[1] ينظر: ما أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأذان، باب من كان في حاجةأهله فأقيمت الصلاة (1/136)، رقم(676).

[2] الآيات (23- 24) من سورة الإسراء.