هل أسباب عدم إجابة الدعاء الذنوب الصغيرة أم ضعف الإيمان أم عقوق الوالدين؟
- فتاوى
- 2021-08-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7339) من المرسلة السابقة تقول: هل الذنوب الصغيرة تمنع إجابة الدعاء؛ لأني أدعو الله -جل وعلا- لكن دون إجابة؟ وهل هذا بسبب ضعف الإيمان أم عقوق الوالدين، علماً أني أعمل قدر الاستطاعة في طاعة والدي إلا بعض الأخطاء التي أرتكبها مع والدي دون قصد؛ مثل: رفع الصوت وعدم تنفيذ بعض ما تأمرني به والدتي، فما نصيحتكم؟
الجواب:
من جهة معاملة الشخص لوالديه يقول الله -جل وعلا-: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)"[1]، وقال: "وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا"[2]، فالإنسان يصاحب والديه إن كانا مسلمين يقوم ببرهما ويحسن إليهما بما يحتاجان إليه. وإن كان أحدهما كافراً فيعاملهما بالمعروف، وأما بالنظر لما إذا أمر الوالد ولده بمعصية الله فإنه لاطاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق، فإذا كانت أمك تأمرك بارتكاب شيءٍ من المعاصي فلا طاعة لها، لأن طاعة الله مقدمةٌ على طاعة المخلوق.
وأما بالنظر إلى صغائر الذنوب: فصغائر الذنوب تكفرها الصلوات الخمس، وتكفرها الجمعة.
ولكن مما ينبغي التنبيه عليه هو أنه لا يجوز الإصرار على الصغيرة، والإصرار على الصغيرة يحولها إلى كبيرة، فلا يجوز للإنسان أن يصر على صغيرةٍ من صغائر الذنوب؛ يعني إنه يستمر ويداوم العمل عليها، وقد قال الله -جل وعلا-: "إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ "[3]، والسيئات هنا هي: صغائر الذنوب، فعلى الإنسان أن يتنبه لنفسه.
أما ما يتعلق بالدعاء وكون تتأخر الإجابة؛ فتأخر الإجابة هذا أمره راجعٌ إلى الله -جل وعلا-، فقد يدعو العبد ربه أمراً معيناً ولكن الله سبحانه وتعالى يستجيب له بما يرى أن المصلحة فيه فتارةً يجلب له نفعاً، وتارةً يدفع عنه ضراً، إلى غير ذلك من الأمور التي لا يعلمها إلا الله -جل وعلا-.
فعلى العبد إذا دعا الله أن يكون موقناً بالإجابة، وأن يحسن الظن بالله -جل وعلا-، فقد قال ﷺ: « ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة »، وقال الله -جل وعلا- في الحديث القدسي: « أنا عند ظن عبدي بي »، فعلى العبد أن يحسن الظن بالله -جل وعلا- وأن يوقن بالإجابة ولا يستبطئ الإجابة. وبالله التوفيق.