Loader
منذ 3 سنوات

تغيير الإمام نية الفريضة إلى نافلة بعد أن تبين عدم دخول الوقت


  • الصلاة
  • 2021-12-18
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4229) من المرسل السابق، يقول: صلينا وراء إمام صلاة المغرب، وأثناء الصلاة تبين لنا أننا شرعنا في الصلاة قبل وقتها من خلال سماع الأذان، وفي الركعة الثانية سلم الإمام عندما قال المصلون له سبحان الله لعله يكون قد نسي توجه إلينا، وقال: أنا عندما سمعت الأذان غيرت النية من فريضة إلى نافلة؛ لأنه لا تصح الصلاة قبل وقتها، قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا}[1] وحصل خلاف وقال بعض المصلين: إن ثلاث أو أربع دقائق لا تؤثر؟

الجواب:

        الله -جلَّ وعلا- قال: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}[2]، ولما فرضت الصلاة نزل جبريل على الرسول ﷺ في أول وقت الظهر فصلى به الظهر، وهكذا العصر في أول وقتها، والمغرب في أول وقتها، والعشاء في أول وقتها، والفجر في أول وقتها، وفي اليوم الثاني نزل، فصلى به الظهر في آخر وقتها، والعصر في آخر وقتها، والمغرب في آخر وقتها، والعشاء في آخر وقتها، والفجر في آخر وقتها، وقال، « وقال جبريل للرسول ﷺ الصلاة ما بين هذين الوقتين ».

        ومن المعلوم أن وقت الظهر يدخل بزوال الشمس، فإذا كان ظل كل شيء مثله مع فيء الزوال، خرج وقت الظهر، ودخل وقت العصر، ويستمر إلى أن يكون ظل كل شيء مثليه مع فيء الزوال ثم يخرج الوقت المختار، ويدخل وقت الضرورة إلى غروب الشمس، وفي هذا يقول الرسول ﷺ: « من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر»، ثم يدخل وقت المغرب، ويستمر إلى غيبوبة الشفق، ثم يدخل وقت العشاء إلى منتصف الليل، ومن منتصف الليل إلى طلوع الفجر، هذا وقت ضرورة للعشاء. ومن طلوع الفجر، يدخل وقت الفجر إلى طلوع الشمس، وفي هذا يقول الرسول ﷺ: « من أدرك ركعة من الفجر قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الفجر ».

        لذلك لا يجوز تقديم الصلاة على وقتها إلا في حالة جمع العصر مع الظهر جمع تقديم، أو جمع العشاء مع المغرب جمع تقديم، أما تقديم الظهر قبل وقتها أو تقديم العصر قبل وقتها لمن لا يجوز له الجمع وهكذا بقية الصلوات، فلا يجوز ذلك.

        وعلى هذا الأساس فما عمله هذا الإمام صحيح؛ لأنه لا يجوز له أن يستمر في الفريضة؛ لأن أولها في غير وقتها وحينئذ لا تكون هذه الفريضة صحيحة، فتحويلها إلى نافلة هذا عمل في محله، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (103) من سورة النساء.

[2] الآية (78) من سورة الإسراء.