استقمت لكن قلبي لم يتعلق بالله وإنما بالمعاصي الماضية، فما نصيحتكم؟ وما وسائل تثبيت قلبي؟
- فتاوى
- 2022-02-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11273) من المرسل أ، يقول: أنا شاب استقمت لكن قلبي لم يتعلق بالله كثيرا؛ً وإنما التعلق ظل على المعاصي الماضية، وقد استقمت قبل هذه المرة؛ ولكن التفكير في المعاصي يعاودني، فما نصيحتكم لي؟ وما وسائل تثبيت قلبي على طاعة الله -عزوجل-؟
الجواب:
الله -سبحانه وتعالى- يقول: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[1].
فالإنسان في هذه الحياة إما أن يكون من أولياء الله، وإما أن يكون من أولياء الشيطان. وليس فيه مرتبة ثالثة.
فإن أطاع الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه فهو من أولياء الله -جلّ وعلا-، وإن عصى الله -جلّ وعلا- فالمعاصي لا شك أنها على درجات كثيرة، فقد يكون خارجاً بمعصيته عن دائرة الإسلام، وقد يكون مؤمناً من جهة؛ ولكنه فاسق من جهة أخرى. والعبد عليه أن يراقب نفسه خلال أربع وعشرين ساعة يجلس جلسة محاسبة، وينظر في أربع وعشرين ساعة مضت ماذا عمل من الحسنات؟ وماذا عمل من السيئات؟ وليعلم العبد أن ما يبعده عن الله -جلّ وعلا- هو ترك ما أوجبه وفعل ما حرمه، وبعده وقربه من الله بحسب قلة المعاصي وكثرتها، فكلما قلّت المعاصي زاد قربه إلى الله، وكلما كثرت المعاصي زاد بعده عن الله. وهو عندما يقرب من الله يبعد عن الشيطان، وعندما يبعد عن الله يقرب من الشيطان، ويقوى عليه سلطانه، فعندما يحاسب نفسه فإن وقع في معصية فعليه أن يتوب ويستغفر، والله -سبحانه وتعالى- يقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[2].
وإذا كانت هذه المعصية حقاً لآدمي ويستطيع أن يردها؛ مثل: إنسان يأخذ مالاً من شخص يرده عليه، أو مثلاً يتكلم في عرضه يستبيحه، فإن لم يتمكن فإنه يدعو له ويتصدق عنه لعل الله أن يغفر له. وبالله التوفيق.