يذهب بعض الناس إلى ساحر يقوم بربط المرأة فلا يستطيع الزوج أن يدخل بها إلا إذا ذهب إلى ساحر يفك السحر. ما الحكم؟
- توحيد الألوهية
- 2022-03-01
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11547) من المرسل ع. ع مقيم في الرياض، يقول: في بلادنا يذهب بعض الناس إلى ساحر يسحر شاباً أو فتاة ليلة الزفاف فيسمّى عندنا بربط، فلا يستطيع الزوج أن يدخل بزوجته إلا إذا ذهب إلى ساحر آخر كي يفك عمله هذا، هل على هذا الشاب إثم في ذلك، مع العلم أن هذا الأمر يستمر لأكثر من ثلاثة أيام إلا إذا قام أحد بفكه؛ خاصة إذا كان الشاب لا يفقه في أمور الدِّين؟. نرجو الإفادة وذكر الأمور التي تحفظ الإنسان من هذا السحر قبل الزواج.
الجواب:
جاء في القرآن تحريم السحر، وجاء بيان الحكم على صاحبه فقال -تعالى-: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ}[1].
ومعنى ذلك: أن الساحر لا يمكن أن يتعلم السحر إلا بعد أن يكفر بالله -جلا وعلا -.
وفي آية أخرى يقول الله -تعالى-: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}[2]
وبما أن الساحر لا يمكن أن يعمل السحر إلا بعد أن يكفر بالله -جل وعلا - فلا يجوز للشخص أن يأتي إليه من أجل فك السحر. والشخص الذي يأتي إليه من أجل فك السحر لا يمكن أن يفك الساحر عنه السحر إلا بعد أن يجعله مشركاً بالله -تعالى-؛ وذلك بالأعمال التي يقترحها عليه ويعملها قبل أن يفك عنه السحر. وإذا وصل إلى درجة الشرك فإنه يفك عنه السحر، وبهذا يكون الذاهب للسحر كافراً، ويكون الساحر كافراً.
وهذه المسألة بعينها يكون فيها اختيار من الزوج ومن الزوجة قبل الدخول في عمل السحر، ولا يجوز لهم أن يفعلوا ذلك ابتداء، وإذا فعلوه فلا شك أنهم آثمون.
وأما بالنظر إلى فكه فلا يجوز الذهاب إلى ساحر من أجل أن يفكه؛ لأن أصل العلاج مباح، وبما أن العلاج مباح، فلا يجوز أن يرتكب كفراً أو شركاً من أجل إزالة هذا العارض. وبالإمكان التداوي بالأدوية الشرعية من القرآن ومن السنة. وبالله التوفيق.