Loader
منذ سنتين

شخص نذر صيام شهر إذا عمل معصية، وعمل المعصية هل يلزمه الوفاء بنذره؟


الفتوى رقم (3674) من المرسل م. أ. ن من حفر الباطن، يقول: ارتكبت معصية، وبعد هذا نذرت نذراً وهو صيام شهر إذا قمت بعملها مرةً أخرى، وحيث إنني عدت وارتكبت هذه المعصية، لذا فإنني أرجو الإجابة على سؤالي: هل يلزمني الوفاء بهذا النذر؟ أم يعتبر هذا من الأيمان، فأكفر كفارة يمين؟

الجواب:

هذا نذر طاعة، فمن نذر أن يطيع الله فليطعه. فالواجب عليك أن تصوم هذا الشهر، ويجب عليك أن تتقي الله في نفسك. يقول بعض السلف: (لا تنظر إلى المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت)[1]، فأنت عصيت الله -جلّ وعلا- مالك الملك، "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ"[2]، فهو -سبحانه وتعالى-  مطلعٌ عليك، فلا تتساهل به، لا تنظر إلى المعصية ولكن انظر إلى من عصيت، ولا تنظر إلى الطاعة، ولكن انظر إلى من أطعت، ولهذا يقول الله -جلّ وعلا-: " ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ"[3]. ولا شك أن الذي يعمل الطاعة تعظيماً لله، ويترك المعصية تعظيماً لله -جلّ وعلا- هذا يُرجى له خيرٌ كثيرٌ. وبالله التوفيق.



[1] الزهد والرقائق لابن المبارك ص (23).

[2] من الآية (26) من سورة آل عمران.

[3] من الآية (30) من سورة الحج.