Loader
منذ سنتين

حكم إجبار الوالدين ولدهما على طلاق زوجته وهي امرأة مناسبة


  • الطلاق
  • 2021-12-13
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3953) من المرسل ح.م.ح مصري مقيم في حائل، يقول: أنا متزوج منذ ثلاث سنوات، ووالدي ووالدتي مصرون بأن أطلق زوجتي، علماً بأنني أرى في زوجتي المثل الأعلى، وهي الزوجة التي تناسبني وتراعي مصالحي، ووالدي ووالدتي مصرون على الطلاق، وإلا غضبوا مني، حاولت أن أصلح الأمر وبعثتُ أناساً إلى والدي، ولكن دون جدوى، فما توجيهكم؟

الجواب:

        هذه المسألة يوجد لها نظائر، لكن قد يتدخل الأب -فقط-، وقد تتدخل الأم -فقط-، وقد يتدخلان معاً كما جاء في السؤال، وقد يتدخل الأخ على أخيه من جهة زوجته، بمعنى: إنه يأمره بطلاقها. ولا شك أن الإنسان عندما يريد أن يتزوج فلا بد أن يحسن اختيار الزوجة، لقوله: ﷺ: « اختاروا لنطفكم، فإن العرق نزاع »[1]. وقال ﷺ: « الدنيا متاع، وخير متاعها الزوجة الصالحة إن نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله... » الحديث.

        فهذا فيه بيان أن الشخص يحسن الاختيار في الابتداء، ومن الأسباب المعينة على الاختيار أن يستشير من تكون عنده معرفة بالرجال وبالنساء؛ لأن المرأة تعتبر جزءاً من أسرتها التي تنتسب إليها من جهة الأم ومن جهة الأب، فيسأل الأم عما يتعلق بنساء هذه المرأة ويسأل أباه عما يتعلق برجال هذه المرأة، فعندما يكون هناك مانع من جهة الأم، أو يكون هناك مانع من جهة الأب، فإن الشخص يمتنع عن الزواج ابتداء؛ لأنه عندما يقدم على الزواج مع عدم رضا الوالد أو الوالدة أو هما جميعاً، فإن هذه مشكلة ستستمر معه طول حياته، وقد تنعكس على أولاده من جهة معاملة أبيه وأمه لهما. وإذا أحسن الاختيار وتم الزواج، فلا ينبغي للأم ولا الأب أن يعترض على هذه الزوجة إلا بمبرر شرعي؛ لأن الأصل بقاء النكاح، فلا يجوز لأحدٍ لا من قريب ولا من بعيد، لا من جهة الزوجة، ولا من جهة الزوج أن يتعرض لهذا الزواج، إلا إذا وجد قدح شرعي في الزوجة، أو وجد قدحٌ شرعيٌ في الزوج، فإذا وجد قدحُ شرعيُ في الزوجة، ككونها لا تصلي، أو كونها فاسدة العرض، فحينئذٍ لا مانع من الدخول في إنهاء هذا الزواج. وكذلك بالنظر للرجل إذا كان يشرب الخمر، أو كان لا يصلي، أو كان عرضه فيه كلام، بمعنى: إن سمعته من جهة عرضه سيئة، فحينئذ لا مانع من أن يتدخل أولياء المرأة من أجل إنهاء هذا الزواج.

        فالمقصود أن الدخول للحيلولة بين الرجل وبين زوجته بعد عقد النكاح يحتاج إلى أساس شرعي يكون عذراً للعبد فيما بينه وبين ربه. وبالله التوفيق.



[1] ينظر: سنن ابن ماجه، كتاب النكاح، باب الأكفاء(1/633)، رقم(1968)، بدون لفظ: « فإن العرق نزاع ».