ما الكتب التي يوصي طالب العلم بقرائتها سواء في بداية الطلب أو بعد ذلك؟ وهل صحيح أن طالب العلم لابد له أن يتمذهب؟
- الاجتهاد
- 2022-02-22
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10113) من المرسل السابق، يقول: ما الكتب التي يوصي بها فضيلتكم أن يلتزم بدوام قراءتها طالب العلم سواء في بداية الطلب أو بعد ذلك؟ وهل صحيح أن طالب العلم لابد له أن يتمذهب؟
الجواب:
أنا أنصح الشخص المتجه لطلب العلم أنصحه في البداية بحفظ القرآن وفهمه. والطريقة التي يسلكها هي تحديد آيات الموضوع الواحد ذلك أن السورة من القرآن كسورة البقرة مثلاً، أو سورة آل عمران، أو النساء، أو المائدة -تكون مقسمةً إلى دروس، وكل درسٍ يكون موضوعاً من الموضوعات، أو عنصراً من الموضوعات الواسعة؛ فيحدد الآيات التي هي موضوعٌ مستقلٌ، أو أنها عنصر من موضوعٍ واسعٍ، ثم ينظر في هذه الآيات من جهة مفرداتها ويفهم معاني المفردات اللغوية والمفردات الشرعية؛ يعني: المعنى اللغوي والمعنى الشرعي.ثم بعد ذلك يعرف سبب النزول. وبيان ذلك أن القرآن بالنسبة إلى هذه الحالة ينقسم ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما اقترن به سببه كقوله -تعالى-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ}[1]، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى}[2]، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ}[3]؛ إلى غير ذلك من الآيات التي اقترنت بها أسئلتها.
والقسم الثاني: له أسبابٌ لم تذكر؛ ولكن فيه كتب مؤلفة فيشتري الواحد كتاباً من الكتب المؤلفة لمعرفة سبب نزول الآية.
والقسم الثالث: ما نزل ابتداءً ليس له سبب مقترنٌ به، وليس له سببٌ مدون في كتب أسباب النزول. ثم بعد معرفة سبب النزول ينظر في الآيات هل دخلها النسخ أو أنه لم يدخلها؛ وذلك أن القرآن ينقسم ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما اشتمل على ناسخٍ ومنسوخٍ وهما موجودان جميعاً.
والقسم الثاني: ما اشتمل على ناسخٍ والمنسوخ لم يذكر.
والقسم الثالث: لم يدخله نسخٌ أصلاً، فيتبين لطالب العلم أن هذه الآيات التي يريد أن يقرأها هل هي من النوع الأول أو من الثاني أو من الثالث. ثم بعد ذلك يعرف معاني الآيات التي يريد أن يحفظها، يعرف معناها وذلك بحسب علامات الوقف التي ذكرت في القرآن،ثم بعد ذلك يعرف المعنى العام لهذه الآيات، ثم بعد ذلك ينظر فيما اشتملت عليه هذه الآيات من الأحكام، ثم بعد ذلك يحفظها على حسب استطاعته؛ فكل شخصٍ أعلم بنفسه من ناحية مقدار قدرته على الحفظ من ناحية الكمية التي يردد فيها الآيات؛ هذه الطريقة للجمع بين فهم القرآن أولاً ثم حفظه ثانياً.
وبالإمكان أن طالب العلم يكون عنده كتابٌ في الحديث، ويكون عنده كتاب في الفقه، وكتاب في العقيدة هذا في بداية الأمر؛ أما بالنظر إلى تطور القراءة وتطور طلب العلم فإذا نظرنا إلى الدولة -جزاها الله خيراً-وجدنا أنها أسست دوراً للتعليم الديني والدنيوي. وفيه دورٌ جمع فيها بين الأمر الديني والدنيوي وهي على مراحل. وبإمكان طالب العلم أن يختار المرحلة التي تتلاءم مع مستواه، ويستمر في هذه المراحل حتى ينهيها، وبعد ذلك يمكنه بعد الانتهاء أن يتوسع في طلب العلم على أيدي المشايخ الذين تمكنوا من الحصول على طلب العلم عندهم، ويسترشد منهم الكتب التي يحتاج إلى قراءتها، فهناك كتبٌ كثيرة بالإمكان أن طالب العلم إذا انتهى من شهادة الدكتوراه أن يرجع لهذه الكتب؛ لأن هذه الكتب لا تدرس في جميع المستويات.
فعلى سبيل المثال كتب أسباب الخلاف لا تدرّس، فبإمكان طالب العلم أن يدرسها؛ وكذلك مناهج البحث على طريقة المتقدمين؛ هذا -أيضاً-لا يدرّس، وبإمكان طالب العلم أن يشتري الكتب التي تخصه ويستأذن ممن يتمكن من تدريس هذا النوع من الكتب.
وفيه أنواع من العلوم هي لا تدرّس ولكن بإمكانه أن يسترشد عنها في الوقت الذي يريد أن يدرس فيه يسترشد من الأشخاص الذين يتمكنون من إجابته. وبالله التوفيق.