موقف الخطيب من زوجته التي تتعامل بالربا، وحكم الصلاة خلفه
- الصلاة
- 2021-06-23
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (510) من المرسل س.إ.س مصري يعمل في العراق، يقول: ما موقف الخطيب الذي يعلم أن زوجته تخرج أموالها في الربا، علماً بأنه خطيب وإمام ومقريء القرآن في البلد في نفس الوقت؟ وما موقف المصلين خلفه هل يحق لهم الصلاة أم أن صلاتهم باطلة، علماً بأن أكثرهم يعلم بذلك؟
الجواب:
أولاً: المرأة التي تتعامل بالربا: على الشخص الذي يعرف أنها تتعامل بالربا أن ينصحها، ويبيّن لها حكم المعاملات التي تتعامل فيها، ويبيّن حقيقة الربا، ويبيّن ما يترتب على الربا من آثار سيئة دنيوية، ومن العقاب في الآخرة، ففي الدنيا محق بركة المال، وفي الآخرة غضب الله وعذابه للمرابي، هذا من جهة المرأة.
ثانياً: من جهة زوج المرأة عليه أن يساهم في نصحها وتوجيهها؛ براءة لذمته ونصحاً لزوجته، وامتثالاً لأمر ربه -جلّ وعلا-. وبالنظر إلى ما بين الزوجين من قوة العلاقة، فإنه يستمر في مناصحتها بقدر ما يستطيع، فإذا أصرت على ذلك مع علمها بأنه حرام؛ فعليه أن ينظر في أمره فيما بينها وبينه من جهة إنهاء العلاقة الزوجية بينهما؛ لأن المرأة التي تتهاون في نصوص القرآن ونصوص السنة تكون ضعيفة في دينها، فلا ينبغي للشخص أن يبقيها في عصمته.
ثالثاً: بالنسبة لإمامته للصلاة: هو لا يتعامل بالربا، والجماعة لا يعلمون ما يقع بينه وبين زوجته، هل هو مقر لها على عملها؟ أو هل يناصحها؟ فبناء الأمر على شيء ليس بمتحقق هذا لا ينبغي، وفي الإمكان أن الشخص الذي عنده بصيرة من الجماعة أن يحث الإمام على نصيحته لزوجته.
رابعاً: بالنسبة لصلاة الجماعة خلف هذا الإمام، فصلاتهم صحيحة، فمن القواعد المقررة أن من صحّت صلاته في نفسه صحّت إمامته.
وعلى هذا الأساس فلا ينبغي الدخول في مناوشة بين المأمومين والإمام إلا على أمر متحقق أنه محرّم. وبالله التوفيق.