الفتوى رقم (6331) من المرسل أ. ع من القصيم - بريدة، يقول: عندما أذهب إلى المسجد أقرأ جميع الأذكار التي تبعد الشيطان، وعندما أدخل في صلاتي أبدأ بالهواجيس وأنفث عن يساري ثلاث مرات، وأتعوذ من الشيطان ولكن لم تذهب الهواجيس، بل أحس أني أنافق وأرائي وأني أصلي من أجل فلان الذي أمامي، فما الحل جزاكم الله خيراً؟

الجواب:

        يظهر أن هذا السائل مصاب بالوساوس، فعليه أن يُكثر من الأوراد صباحاً ومساءً؛ يعني: بعد صلاة الفجر، وبعد صلاة العصر، أو بعد صلاة المغرب. وعليه أن يُكثر من الدعاء، وعليه أن يُكثر من ذكر الله، وأن يُكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ هذا من جهة.

        ومن جهة أخرى أن هذا التسلط من الشيطان قد يكون بسبب معاصي عملها هذا الشخص؛ فعليه أن يرجع إلى نفسه وأن يحاسبها هل وقع منه معصية في حق الله -جلّ وعلا-، أو في حق نفسه، أو في حق أحد من الناس من زوجة أو أولاد أو جيران، أو يكون مديراً على عمل ويكون قد أساء على أحد الموظفين؛ فهذه المعاصي تجعل الشيطان يتسلط على الإنسان.

        فعلى الإنسان أن يعالج هذه الأسباب التي تكون مدخلاً للشيطان، وقد يعصي الله في بصره، أو في سمعه، أو في لسانه، أو في يده، أو في قدمه، أو في فرجه، أو في بطنه، أو في أي جارحة من جوارحه؛ يعني: من أجزاء بدنه فعليه أن يبحث عن الأسباب. وتسلط الشيطان على الإنسان كثيراً ما يكون بسبب من الإنسان. وكون الإنسان سبباً في ذلك قد يكون قد ارتكب شيئاً من المعاصي. يقول بعض السلف: « إذا عصيت الله عرفت ذلك في سوء خلق دابتي وزوجتي »؛ فتسلط الشيطان هو عبارة عن أثر من آثار المعاصي التي يفعلها الإنسان. وبالله التوفيق.