حكم صلاة نافلة الظهر والعصر أربع متصلة
- الصلاة
- 2021-12-17
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4208) من المرسل أ.م.أ. خ، يقول: قبل صلاة العصر أرى كثيراً من الناس يصلون أربع ركعات متصلة، مثل: صلاة الظهر أو العصر. والسؤال هل الصلاة التي قبل صلاة العصر سنة مؤكدة أم مستحبة؟ وهل أصليها ركعتين ثم أسلم؟ أم أصليها كما شاهدت هؤلاء يصلون؟
الجواب:
الرسول ﷺ قال: « رحم الله امريء صلى قبل العصر أربع ركعات »، والرسول ﷺ قال: « صلاة الليل مثنى مثنى ». فالشخص إذا صلى قبل دخول وقت العصر، وقبل صلاة العصر ركعتين ثم سلم، فهذا العمل على هذا الوجه مشروع.
ومن المعلوم أنه كلما زاد العمل زاد الأجر، ومما ينبغي التنبيه عليه في هذا المقام هو أن الشخص إذا أراد أن يعمل عملاً من الأعمال المشروعة التي ليست بواجبة عليه؛ لأن الأمور المشروعة الواجبة عليه هذه لها شأن آخر، ولم يسأل عنها السائل، لكن عندما يريد أن يفعل من الأمور المأمور بها لا على سبيل الوجوب، فينبغي أن يعلم أنها متفاضلة، وإن أخذ الشخص بالفاضل أكثر أجراً من الأخذ بالمفضول، وعلى هذه القاعدة يجري في أعماله فعندما يتعارض عنده عملان، أحدهما فاضل، والثاني مفضول، فإنه يأخذ بالفاضل، لكن لو فعل المفضول فإنه لا ينكر عليه. وبالله التوفيق.
المذيع: أطمع من فضيلة الشيخ عبد الله أن يتحدث قليلاً حول السنن الرواتب التي تزاول أو يقوم بها المسلم قبل الصلوات وبعد الصلوات.
الشيخ: الفجر له ركعتان قبله، والظهر له ركعتان قبله، وله ركعتان بعده والمغرب له ركعتان بعده، والعشاء له ركعتان بعده.
أما ما قبل العصر فهذا ليس راتبة ولكنه مرغب فيها. وبالنسبة للظهر فالرسول ﷺ قال: « من حافظ على أربعٍ قبل الظهر وأربعٍ بعدها حرمه الله على النار ».
ومما يحسن التنبيه عليه في هذه المناسبة أنه ينبغي للمسلم أن يتزود بقدر ما يستطيع من النوافل على حسب إمكانه.
وبالنسبة لهذه المسألة إذا جاء يوم القيامة، وعرضت صلاة العبد على الله -جل وعلا-، يعني: صلوات الفرائض التي كان يفعلها في الدنيا، وظهر فيها نقص، فإن الله يقول: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ هذا التطوع يكمل به النقص الذي يحصل من الشخص في الفرائض، فينبغي للشخص أن يحرص على الإكثار من نوافل العبادات؛ لأنه ليس هناك حد معين للتطوع، فلو صلى الشخص الضحى عشرين ركعة، أو ثلاثين، أو أربعين. أو صلى بين الظهر والعصر كذلك، أو صلى بين المغرب والعشاء، أو صلى في الليل كثيراً، فباب التطوع واسع جداً، ومهما أمكن الإنسان أن يتزود من ذلك، فإن فيه مصلحة له هذا من جهة.
ومن جهة أخرى: إن عمل الإنسان بهذه الطريقة يجعل هذا الأمر صفة له، بمعنى: إنه يكون مألوفاً عنده ويستمر عليه، وهذا بعكس الأشخاص الذين يقتصرون على الفرائض ولا يأتون بالرواتب، ولا يأتون بالنوافل الأخرى، ولا يأتون بالتطوع، فهذه الأمور الثلاثة كلها يتركونها كلها، فينبغي على الشخص أن يتنبه لنفسه، فإن الله -جل وعلا- يقول: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}[1]. وبالله التوفيق.