الفتوى رقم (1707) من المرسلة ض، من ليبيا - بني غازي، تقول: ما حكم مشاهدة الإذاعة المرئية والاستماع إلى الأغاني مع دليلٍ من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة؟

الجواب:

أما بالنسبة لوسائل الإعلام المرئية، فمشاهدتها مبنيةٌ على ما يٌنشر فيها، فإذا كان ما ينشر فيها ليس بمشروع، فلا يجوز النظر له، وإذا كان ما ينشر فيها -مثلاً- قرآناً أو حديثاً، وأموراً دينية تنفع الشخص في معاشه ومعاده؛ تضيء له الطريق في المعاش، ويُثاب عليها في المعاد؛ جاز له ذلك.

        وعلى هذا الأساس فالحكم مبنيٌ على ما يٌنشر فيها، وليس الحكم راجعاً إليها من ناحية الذات؛ لأن الأحكام في الشريعة تضاف إلى الأفعال، ولا تضاف إلى الذوات، فالآلة المرئية هي خشب وحديد، والعبرة بما يٌنشر فيه.

        وأما بالنسبة للأغاني فالأغاني الأصل فيها المنع، والله -جلّ وعلا- قال:"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ"[1]، وقد فسّر (لهو الحديث) في هذه الآية ابن عباس وابن عمر وجماعة من الصحابة فسّروه بالغناء ؛ وكذلك في قوله تعالى في سورة النجم:"وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ"[2] فُسّر هذا -أيضاً- بالغناء. وفي قوله تعالى:"وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ"[3] هذا -أيضاً- فُسّر بالغناء.

وأنا أنصح السائلة بأن ترجع إلى كتاب إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لابن القيم، فقد أعطى هذا المقام حقه، وبيّن أنه مدخلٌ من مداخل الشيطان على بني آدم. وبالله التوفيق.