Loader
منذ 3 سنوات

حكم من يصومون ولا يصلون إلا في رمضان


  • الصلاة
  • 2021-07-12
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5895) من المرسل السابق، يقول: أعرف أقواماً يصومون شهر رمضان لكنهم لا يصلون إلا في هذا الشهر المبارك، فهل صيامهم صحيح؟ وما توجيهكم لهم؟

الجواب:

        هذه الظاهرة لا شك أنها ظاهرةٌ سيئة، والله -جلّ وعلا- يقول في محكم كتابه: "كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7)"[1] فالشخص يغتر بما أعطاه الله من قوة بدنية، أو من قوةٍ سلطانية، أو من قوةٍ مالية، فيحصل عنده غرور، وهذا الغرور ينشأ عنه أنه يرتكب المحرمات ويترك الواجبات، يتجرد من دين الله -جلّ وعلا-، يُعرض الله عنه ويتولاه الشيطان.

        ومن المعلوم أن فترة الحياة المقدرة للإنسان محدودة، وأن كل شخص قادمٌ بعد مماته إلى ما قدّم من خيرٍ وشر. نزل جبريل على الرسول ﷺ فقال: « يا محمد، ربك يقرئك السلام ويقول: عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به »[2]؛ فإذا كان هذا الخطاب من الله -تعالى- لأشرف الخلق على الإطلاق فكيف بمن دونه من الناس. فهذه الظاهرة وهي ترك الصلاة مطلقاً، أو ترك الصلاة إلا صلاة الجمعة، أو ترك الصلاة إلا في رمضان، أو ترك الصلاة مع الجماعة، وليس للإنسان عذرٌ يعذره الله -جلّ وعلا- فيه.

        فعلى كلّ شخص من ذكر أو أنثى من المكلفين أن يتقي الله في نفسه: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا"[3]، "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)"[4]، فعليه أن يتنبه لنفسه فإن الله -تعالى- يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"[5]، فالإنسان يأخذ بالأسباب التي تجعله يختم له بخاتمةٍ حسنة، ويتجنب الأسباب التي تجعله يُختم له بخاتمة سيئة. وقف الرسول ﷺ على قبرٍ ومعه بعض أصحابه، فسأل الصحابة: « ما تظنون ما يتمناه صاحب هذا القبر؟ » فقالوا: لا ندري يا رسول الله، فقال: « يتمنى لو رُد إلى الدنيا فيصلي ركعتين »([6])، فالإنسان عندما يموت ينقطع عمله إلا من ثلاث، فعلى الشخص أن يتقي الله في نفسه؛ فالإنسان قد يخرج من بيته ولا يرجع، وقد يدخل بيته ولا يخرج منه، وقد ينام ولا يستيقظ إلا وهو في عداد الأموات. وبالله التوفيق.



[1] الآيات (6- 7) من سورة العلق.

[2] أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط(4/306)، رقم(4278).

[3] من الآية (46) من سورة فصلت.

[4] الآيات (7- 8) من سورة الزلزلة.

[5] الآية (102) من سورة آل عمران.

[6] ينظر: الزهد والرقائق لحماد بن سليمان ص(10)، رقم(31).