Loader
منذ 3 سنوات

حكم من عبارات الكفر بالله والدِّين دائماً على ألسنتهم؛ وأطفالهم يتلفظون بمثل هذه الكلمات


  • فتاوى
  • 2021-07-08
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5320) من المرسلة أ. ي، تقول: يوجد لدينا جيران معظمهم من الرجال والشباب الكبار؛ إذ إنهم مجموعة من الإخوة ولكنهم لا يتقون الله. وعبارات الكفر بالله والدِّين دائماً على ألسنتهم؛ إذْ أنهم لا يغضبون ولا يقومون بإطلاق هذه العبارات. وعندما نقول لهم: اتقوا الله ولا تكونوا من الكافرين، لا يهتمون بل يزدادون. والسيئ في الأمر أن أطفالهم والذين لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة يتلفظون بمثل هذه الكلمات. أرجو منكم توجيه مثل هؤلاء. وهل يلحقنا إثم لكوننا بالقرب منهم؟ وكيف نحافظ على أطفالنا منهم ومن عباراتهم؟

الجواب:

        أولاً: إن التربية لها شأنٌ عظيم في تنمية المواهب الفطرية التي فطر الله الإنسان عليها؛ سواء كان ذكراً، أو أنثى. وفي هذا يقول الله جل وعلا:"فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ"[1], وقوله ﷺ: « كلّ مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ». فالولد أمانة في عنق والديه من جهة تربيته. والتربية تأتي على وجوه كثيرة لا يتسع المقام لذكرها؛ ولكن أذكر ما يتعلق بالأم والأب من جهة، وما يتعلق بالأولاد من جهة أخرى على سبيل الاختصار.

        فما يتعلق بالأم والأب يحرص كلّ منهما على أنه لا يصدر منه ما يكون فيه محذور شرعي من ترك واجب أو من فعل محرم؛ سواء كان ذلك مسموعاً أو مبصراً، أو كان بفعل شيء من الجوارح؛ لأن الولد إذا شاهد أباه أو شاهد أمه يفعل شيئاً يستسيغ ذلك الشيء؛ لأنه لا يدرك ما يترتب من آثار سيئة؛ لأنه يعتقد أن والده لا يفعل إلا أشياء حسنة؛ وكذلك والدته. ومن ذلك ما يحصل من مشاهدة الأبوين لآلات الملاهي واستماعها، وصدور الألفاظ القبيحة منهما وما إلى ذلك.

        وإذا كان الأمر بالعكس يصون كلّ من الأب والأم سمعه عما حرم الله، ويصون بصره عما حرم الله، ويصون يده ويصون لسانه؛ فلا يشاهد إلا مشاهد محمودة فيتخلق بهذه الأخلاق.

        ومع الأسف الكثير من الآباء والأمهات لا يهتم بما يصدر منه أمام ولده. وتأثير هذا الشيء الذي يصدر منه من قبيح أو من حسن، لا يفكر في ذلك مطلقاً. ونتيجة لذلك يخرج الولد غير متربٍّ التربية الشرعية المطلوبة.

        أما من جهة الأولاد فقد يتخلّقون بأخلاق يكتسبونها من المدرسة، أو من الشارع من أقوال أو أفعال ولا تكون تلك محمودة فتسمعها أو تشاهدها، أو يسمعها أو يشاهدها الأب؛ ولكنه يترك ذلك لا يهتم به فيتردد هذا الشيء على لسان الطفل، أو يتردد الطفل في فعله، وحينئذ يصبح ذلك الشيء معتاداً ويألفه، ويكون ذلك عادة له فيتخلق به أمام والديه، وأمام إخوانه، ووفي المدرسة وفي الشارع؛ وحين ذلك يكون أمراً عادياً وهو أمر قبيح في الحقيقة. والواجب على الأبوين إذا شاهد من أي واحد من أولادهما ما يكون فيه محذور شرعي فالواجب هو تنبيهه على ذلك.

        وكذلك إذا كان الولد يتأثر بأولاد جيرانه وبأخلاقهم السيئة؛ فإنه يمنع دخوله عليهم، ويمنع مشاركته لهم في الشارع؛ وهكذا دخول الأسرة إذا كانت كما جاء في السؤال من جهة وجود هؤلاء الجيران أنهم لا يتورعون فيما يصدر منهم من قول أو فعل لا يتورعون عن الحرام.

        فالواجب نصحهم هذا من جهة، والواجب هجرهم من جهة أخرى. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (30) من سورة الروم.