أحرم ونسي خلع ملابسه الداخلية، ولم يكتشف ذلك إلا عند ذهابه للوضوء وخلعه فماذا يجب عليه الآن؟
- الرخص : أسباب التخفيف (النسيان)
- 2022-04-30
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9798) من المرسل السابق، يقول: أحرمت بالعمرة من المدينة المنورة وعند وُصولي إلى الحرم اكتشفت أني قد نسيت ملابسي الداخلية؛ أي السروال، ونزعته وأكملت عمرتي، علماً بأنني اكتشفت ذلك عند ذهابي للوضوء استعداداً للبدء في مناسك العمرة، فماذا يجب عليّ الآن؟
الجواب:
النسيان سببٌ من أسباب التخفيف عن المُكلفين، ولكن هذا التخفيف لا يكون عاماً في كثير من الأمور، ولهذا الرسول ﷺ قال: « من نام عن صلاةٍ أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ».
ونسيان الأركان والشروط في الصلاة لا يكون عذراً، لكن الإنسان عندما ينسى واجباً من واجبات الصلاة فإنه يسجد للسهو؛ وهكذا لو نسي وزاد ركعة رابعةً في المغرب أو خامسةً في الظهر أو العصر أو العشاء فإنه يسجد للسهو؛ لكن لو نسي وصلى الظهر أو العصر ثلاثاً فإن نسيانه هذا لا يكون عذراً من ناحية الركعةِ الباقية، فإن ذكر وهو في المسجد فإنه يأتي بالركعة ويسجد للسهو؛ يعني: يتشهد وإذا انتهى يسجد للسهو، وإذا طال الفصل فإنه يأتي بالصلاةِ من أولها.
وبناءً على هذه الأمثلة التي سبقت يتبين لنا أن النسيان عذرٌ في الإثم؛ يعني: لا يكون آثماً ولكنه يُنزل الموجود منزلة المعدوم، ولا يُنزل المعدوم منزلة الموجود، والمعنى أن ينزل الموجود منزلة المعدوم يعني: المنهي عنه إذا نسي الإنسان وفعله كما في السؤال، فهو منهيٌ عن لبس المخيط ولكنه نسيهُ فهو موجود وهو منهيٌ عن إيجاده، فحينئذٍ إذا طبقنا عليه هذه القاعدة قلنا: يُنزّل الموجود منزلة المعدوم، فإنه لا يكون آثماً. وبالله التوفيق.