Loader
منذ سنتين

معنى الآية: "وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا"


  • التفسير
  • 2022-01-22
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9056) من المرسل السابق، يقول: ما معنى قول الله تعالى: "وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا"[1]؟

الجواب:

        المقصود من هذه الجملة هو أن الشخص يكون عليه حدث أكبر، والحدث الأكبر سببه الجماع سواء كان هذا الجماع مباحاً أو كان محرماً، وكذلك استعمال العادة السرية سواء كان ذلك من الرجل أو من المرأة، وهكذا بالنظر لالتقاء الختانين بين الرجل وزوجته؛ لقوله : « إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل ».

        وبعض الناس يكون عنده جهل يفهم أن الاغتسال إنما يكون بالإنزال، وهذا ليس بصحيح؛ لأن الرسول : « إنما الماء من الماء »[2]. ففهم هذا من ناحية الحصر أن الغسل لا يجب إلا بالإنزال، لكن قوله في الحديث الآخر: « إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل » فهذا يدل على أن الحديث الأول ليس له مفهوم مخالفة.

        ويتبع ذلك أيضاً ما يحصل من الحيض أو النفاس أو ما إلى ذلك، فهذا يحتاج الشخص الذي حصل عنده ذلك يحتاج إلى أن يغتسل، والغسل يكون كاملاً ويكون مجزئاً.

        فالغسل المجزئ هو: أن ينوي ويُسمي ثم يُفيض على جميع جسده الماء، أو يفيض الماء على جميع جسده ويتمضمض ويستنشق، هذا بالنظر إلى الغسل المجزئ.

        أما الغسل الكامل فإنه يتوضأ وضوء الصلاة حتى يبقى غسل رجليه ثم يفيض على جانبه الأيمن، ثم يفيض على جانبه الأيسر ثم يفيض الماء على سائر بدنه، ثم يغسل الرجل اليمنى وبعدها الرجل اليسرى ويكون قبل ذلك قد نوى وسمى، ولا ينتقض وضوؤه؛ يعني: ما ينتقض الوضوء الذي حصل منه قبل غسل الرجلين، فإن حصل ناقضٌ من نواقض الوضوء قبل غسل رجليه فقد انتقض وضوؤه لكن الغسل كامل في هذه الحالة، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (6) من سورة المائدة.

[2] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الحيض، باب إنما الماء من الماء(1/269)، رقم (343).