نصيحة لمن قاطع أخاه في الإسلام لمدة خمس سنوات، والجدار حذو الجدار؟
- فتاوى
- 2021-07-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5180) من المرسل السابق، يقول: ما نصيحتكم لمن قاطع أخاه في الإسلام لمدة خمس سنوات، والجدار حذو الجدار؟
الجواب:
هذا السائل لم يذكر عين الأخ هل أخٌ له في النسب أم أنه أخٌ له في الإسلام، ولم يذكر السائل السبب الذي من أجله حصلت هذه المقاطعة، ولكن إذا سبب هذه المقاطعة هو حقٌ من حقوق الله جل وعلا، بمعنى أن هذا الأخ سواء ٌ كان أخ في النسب أو كان أخٌ في الإسلام قد أرتكب ما يوجب هجره لوجه الله جل وعلا فهذه القطيعة لا يؤاخذ عليها الإنسان بل يكون مأجوراً على ذلك، وإذا كان السبب من الأمور التي يرتكبها الشخص، ولكن لا توجب هجره مثل ما يكون من حقٍ مالي له عليه، أو من أنه قال فيه كلمةً أو ما إلى ذلك.
فهذه الأمور ينبغي للشخص أن يتغلب عليها، وأن يعالجها بالحكمة وأن يعفو عن أخيه إذا كان الحق لهذا الشخص، وإذا كان الحق عليه فانه يدفعه لصاحبه، فيوسف عليه السلام قال لإخوته بعدما جاؤوا إليه، وعرفوا الواقع واعتذروا إليه، قال: "لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ"[1]، ويعقوب عليه السلام قال لأبنائه: "سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي"[2] والله جل وعلا يقول: "فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ"[3]، ويقول: "وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ"[4]، فالإنسان يتغلب على المشاكل التي يمكن أن يدخل فيها، ويكون له الحق في التعاون في حلها.
فينبغي على هذا السائل وأمثاله من الناس أن لا يستمروا في تنمية هذه القطيعة بل يحاولون القضاء على الأسباب التي يمكن تجاوزها وذلك من أجل عودة الأمور إلى مجاريها.
أما إذا كان هذا الاتصال والتغلب عليه سيؤدي إلى تحليل حرامٍ أو تحريم حلالٍ فلا يجوز ذلك. وبالله التوفيق.