Loader
منذ سنتين

كيفية الحج


الفتوى رقم (4109) من المرسل السابق، يقول: أرجو أن توضحوا لنا كيفية الحج من أول المناسك إلى آخرها.

الجواب:

        الشخص عندما يريد أن يحج يحرص على الحصول على منسك من المناسك، ومن أجود المناسك وأحسنها كتاب: التحقيق والإغاثة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز، فعلى الشخص أن يتحصل على هذا الكتاب، وهو كتاب حجمه صغير، ولكن فيه علم كثير، وهو يوزع مجاناً، فما على الشخص إلا أن يذهب إلى الجهات التي توزع الكتب في مداخل المملكة ويأخذ هذا الكتاب.

        أما بالنظر إلى الكلام مفصلاً عن الحج من أوله إلى آخره، فإن البرنامج لا يتسع لذلك، ولكن أوجز الكلام عليه.

        فالشخص إذا مر بالميقات وهو يريد الحج، فإنه يغتسل ويتنظف ويزيل ما فيه من شعر، ويقلم أظفاره هذا إذا كان قبل دخول العشر. أما إذا كان بعد دخول العشر، وهو يريد أن يضحي لنفسه أو يضحى عنه، فحينئذ لا يأخذ من شعره ولا من بشرته، وبعد ذلك يلبس إحرامه يكون على طهارة من الحدث الأكبر والأصغر، ويلبس إحرامه، وبعد ذلك يصلي ركعتي الإحرام، فيلبي إذا كان يريد العمرة يقول: لبيك عمرة، وإذا كان يريد الحج يقول: لبيك حجاً، وإذا كان يريد العمرة والحج يقول: لبيك عمرة وحجاً، ثم بعد ذلك يستمر في التلبية، ولا يأخذ من شعره ولا من بشرته شيئاً، فإن أحرم بالعمرة وأتى مكة يطوف على الكعبة سبعة أشواط، ثم يسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط، ثم يصلي ركعتين، ثم يحلق أويقصر إذا كان محرماً بالعمرة، وإذا كان مفرداً فإنه يستمر على إحرامه، وإذا كان قارناً فإنه يستمر على إحرامه، ويكون الطواف الذي طافه في الأول يكون طواف القدوم، والسعي الذي سعاه أولاً يكون سعي الحج، كما فعل الرسول ﷺ.

        ثم بعد ذلك إذا جاء يوم التروية وهو اليوم الثامن، يخرج إلى منى، ويجلس فيها، وصباح عرفة يذهب إلى عرفة، ويبقى فيها إلى غروب الشمس، ثم بعد ذلك يرجع إلى مزدلفة، ويبيت فيها حتى طلوع الفجر، يصلي فيها الفجر، ثم بعد ذلك يأتي إلى منى، ويرمي الجمرة الكبرى جمرة العقبة، يرميها بسبع حصوات، يكبّر مع كل حصاة، ثم ينزل إلى مكة ويطوف طواف الحج، ثم يرجع إلى منى، ويبقى فيها إن أراد أن يتعجل يبقى فيها يوم أحد عشر واثنا عشر، يبيت ليلة أحد عشر وليلة اثني عشر، ويرمي الجمار الثلاث: الصغرى، ثم الوسطى، ثم الكبرى بسبع حصوات بعد الزوال، سبع حصوات للصغرى، وسبع حصوات للوسطى، وسبع حصوات للكبرى، ويكبّر مع كل حصاة.

        وهو بعد مجيئه من مكة إلى منى يحلق أو يقصر، ويلبس ثيابه؛ لأنه يتحلل التحلل الأول بفعل اثنين من ثلاثة: إما رمي الجمرة والطواف، أو رمي الجمرة والحلق أو التقصير. والتحلل الكامل يكون بالإتيان بما بقي، ثم بعد ذلك إذا أراد أن يتعجل، يمشي بعد رمي الجمار في اليوم الثاني عشر، وإذا لم يتعجل يمشي بعد رمي الجمار في اليوم الثالث عشر، وإذا كان مفرداً أو قارناً وعمل ما سبق، فإنه لا يبقى عليه إلا طواف الوداع، وإذا كان قارناً فإن عليه الهدي، يذبحه في مكة، أو يذبحه في منى، يأكل ثلثاً، ويتصدق بثلث، ويهدي ثلثاً.

        أما إذا كان الشخص مفرداً فليس عليه هدي. وإذا كان متمتعاً فإن الأعمال التي سبقت بالنسبة للإحرام من الميقات، والطواف، والسعي، والحلق أو التقصير، هذا يكون عمرة ؛ لإنه إذا كان مفرداً أو قارناً فإنه يطوف ويسعى ولا يحلق ولا يقصر، أما إذا كان متمتعاً فإنه يحلق أو يقصر، ثم يحرم بالحج في اليوم الثامن ويأتي بالأعمال التي يأتي بها القارن والمفرد من جهة البقاء في منى، وفي عرفة وفي مزدلفة، وكذلك من جهة رمي الجمار والمبيت بمنى، وكذلك يأتي ويطوف؛ لأن عليه طواف الإفاضة، فهو يطوف ويسعى؛ لأن الطواف والسعي الأول هذا للعمرة، وأما الطواف والسعي في يوم العيد، فهذا للحج، ثم يرجع إلى منى ويبقى بها إن تعجل، أو لم يتعجل على الوصف الذي سبق، وعليه هدي التمتع، فإذا انتهى بعد ذلك من أعماله يبقى عليه طواف الوداع.

        هذه صورة موجزة للغاية، وهناك أمور كثيرة تحتاج إلى تفصيل تركتها لضيق وقت البرنامج، وأحلت إلى منسك سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله ابن باز، ففيه كفاية. وبالله التوفيق.