بعض الناس يريدون من إمام المسجد والمؤذن كما يشاءون. مثلاً أن يتأخروا بالإقامة والصلاة لأنهم يأتون متأخرين إلى المسجد
- الصلاة
- 2022-03-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (12407) من المرسل السابق، يقول: بعض الناس -هداهم الله- يريدون من إمام المسجد والمؤذن كما يشاءون يريدونهم. مثلاً أن يتأخروا بالإقامة والصلاة لأجل أنهم يأتون متأخرين إلى المسجد، وبعضهم -هداهم الله- يعتقد بأن إمام المسجد والمؤذن لا يوجد عنده مشاغل ولا ظروف، فما توجيه الشيخ عبدالله لهم؟
الجواب:
الله يقول في القرآن: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}[1]، ومعنى ذلك أن المعاني التي توجد في الأفكار ويصاغ لها ألفاظ يؤديها إلى الخارج عن طريق اللسان لا يمكن أن تكون هذه المعاني متفقة وإنما تكون مختلفة، ولهذا نجد بعض الناس عندما يصلي الإنسان الصلاة ويطيل القراءة يقولون: أطال القراءة. وإذا قرأ في يوم من الأيام بعض السور القصار، قالوا: قصّر، فلا يمكن أن يسلم لا الإمام ولا المؤذن من كلام الناس.
ولكن الطريقة هي أن الإمام يجعل قائمة عند باب المسجد يحدد فيها الأوقات التي ينتظر فيها حضور الناس من ابتداء -ليس من الأذان لا- من ابتداء دخول الوقت إلى الإقامة؛ كل وقت من الصلوات الخمس يحدد بداية الوقت وتحدد نهايته، وعندما تأتي هذه النهاية إذا كان الإمام هو الموجود فإنه يصلي، وإذا كان المؤذن هو الموجود والإمام غير موجود فإن المؤذن يقوم ويصلي إذا كان أهلاً للإمامة، وإذا لم يكن أهلاً للإمام فإنه يختار من يصلح للإمامة؛ لقول الرسول ﷺ: « يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ».
أما كون الصلاة تكون وقفاً على الإمام ولو تأخر، فبعض الأئمة -هداهم الله- يتأخر كثيراً ويتعمد هذا التأخر يكون بينه وبين بعض الجماعة شيء من المنافسة، والمفروض أن هذه العبادات لا يقع فيها خلافٌ نتيجة ما يقع في النفوس. وإذا حدد الوقت وعرفت بدايته ونهايته يتفق الإمام والمؤذن على أن الحاضر منهما إذا حصل هذا الوقت فإنه يقيم، حتى المؤذن لو تأخر عن هذا الوقت المحدد يقيم الإمام ويصلي. وبالله التوفيق.