زوجي لا يحب المجاملات، وإذا أحسنت له تكلم عليّ كلاماً سيئاً؛ ماذا أفعل معه؟
- النكاح والنفقات
- 2022-02-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10962) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: زوجي لا يحب المجاملات، يريد -فقط- الروتين اليومي حتى إذا قمت بالإحسان له تكلم عليّ كلاماً سيئاً؛ حتى إنه ملتزم ويخاف الله، ماذا أفعل معه حتى أنهي هذا السأم من كلامه والدعاء عليّ ونحو ذلك؟
الجواب:
النفوس أشبه بالتربة ذلك أن بعض النفوس مثل الروضة، إذا نزل عليها المطر أنبتت نباتاً طيباً. وبعض النفوس مثل الأرض الرملية مهما جاءها من المطر فيه مواضع منها لا تنبت أبداً. وبعض النفوس مثل السبخة ما ينفع معها شيء أبداً، فإنه إذا نزل عليها المطر قد يفسدها. وبعض النفوس مثل الأرض الحجرية ينزل عليها المطر ليلاً ونهاراً ولا تنبت شيئاً.
وبعض الرجال نفسه كالروضة إذا بذلت المرأة له شيء بحسن المعاملة يعاملها بأكثر مما تعامله من الإحسان. وبعض الرجال تعامله بالإحسان في الليل والنهار وكأنها لم تفعل له شيئاً، ولا شك أن اعتراف الإنسان بالإحسان ممن أحسن إليه أمر مطلوب؛ لأن الرسول ﷺ حث على شكر الإنسان عندما يحسن إليه أحد: « من صنع إليكم معروفاً فكافئوه...إلخ » هذا من جهة.
ومن جهة ثانية أن المرأة شريكة الرجل في حياته، وعنصر من عناصر حياته، ولها أولاد وأسرة، وهو كذلك له أولاد وأسرة. وقد يكون له أولاد قد يكونون منها، وقد يكونون من غيرها. فحسن تعامله معها، هذا يقوي الروابط فيما بينه وبينها، وفيما بينه وبين أسرته وبين أسرتها وبينهما وبين أولادهما. وحصول النفرة فيما بينه وبينها هذا ينعكس على أولادها، وينعكس على أسرته وأسرتها؛ لأن كثيراً من الرجال قد يتحدث عند بعض أفراد أسرته فيما يجري بينه وبين زوجته. وهي كذلك قد تتحدث عند بعض أفراد أسرتها؛ لأن المرأة كثيراً في الغالب قد تتحدث عند أمها عند أختها أو ما إلى ذلك، وقد يكون ذلك الذي تنقله من إساءة الرجل عليها، وبهذا يكون فيه شيء من توقف نفوس الأسرتين بعضها عن بعض بسبب هذا التعامل السيء، والله -تعالى- يقول: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[1]، ويقول: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}[2]. وبالله التوفيق.