حكم اشتراط صحة إسلام المرء لانتمائه لأحد الجماعات الإسلامية
- فتاوى
- 2021-10-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (2003) من المرسل ن. ع. خ ، من الأردن مخيم البقعة، مكتبة الحرمين العلمية، يقول: هل يشترط في صحة إسلام الإنسان أن ينتمي لإحدى الجماعات الإسلامية؟
الجواب:
ليس هذا بشرطٍ من شروط إسلامه، بل عليه إذا دخل في الإسلام أو وُلد في بلاد الإسلام، وبلغ وهو في بلاد الإسلام أن يتعلم ما يجب عليه بحسب حاله مع مرور الزمان، وعليه أن يتعلم القرآن قراءةً، وعليه أن يتلوه وأن يتدبره وأن يعمل به، وأن يتعلم سنة الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وأن يتعلم من العلوم الأخرى ما يعينه على فهم الكتاب والسنة، وأن تكون علاقته بالعلماء وثيقة يأخذ من كل عالمٍ ما يكون هذا العلم بارعاً فيه، فمن برع في تفسير القرآن يأخذ عنه، ومن برع في السنة من جهة متنها وعلومها وشرحها يأخذ هذا عنه وهكذا.
وأما ما يفعله بعض الناس من جهة أنه يضع نفسه شيخ طريقة، ويسمي هذه الطريقة باسمٍ اختاره ، ثم بعد ذلك يضع طريقةً لهذا المبدأ ، ويعممه على بعض الأشخاص تدريجياً من أجل أن يكونوا من المُريدين له، فلا شك أن هذا أسلوب من أساليب التضليل من جهة، وأسلوب من أساليب الاسترزاق من جهةٍ أخرى ؛ لأن الشخص قد تكون شخصيته كاسدة، ولكن يضع لنفسه هذه الطريقة من أجل أن يضع نفسه في المجتمع على وضعٍ يرضاه هو لنفسه ولو لم يكن مرضياً من جهة الله جل وعلا، ولهذا لما سئل النبي صلوات الله وسلامه عليه عن الفرقة الناجية قال: « من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي »، وقال ﷺ: « خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، قال الراوي: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة ».
وبناءً على ما سبق: فإنه ينبغي للإنسان أن تكون علاقته بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ ، وأن يتعلم العلم على أيدي العلماء، وإذا أشكل عليه شيءٌ من أمور دينه فإنه يسأل أوثق من يتمكن من الاتصال به من أهل العلم، والله جل وعلا ليس بينه وبين خلقه واسطة، ولهذا لما سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: « كم بين السماء والأرض؟ قال: دعوةٌ مستجابة »[1]، فليس بين الله وبين خلقه واسطةٌ، لا يمكن أن يتصل العبد بالله جل وعلا إلا عن طريق هذه الواسطة ، وهذا بخلاف ما يغرسه مشائخ الطرق في نفوس أتباعهم، يغرسون في نفوسهم بأنهم وسائط فيما بينهم وبين الله ، وأنهم لا يمكنهم أن يصلوا إلى الله إلا عن طريقهم، فعلى المسلم أن يتنبه لذلك، وبالله التوفيق.
[1] أخرجه الدينوري في المجالسة وجواهر العلم(6/137)، رقم(2465)، وابن بطة في الإبانة الكبرى(7/185)، رقم(137).