حكم العمل بشهادة أخذها بالغش
- فتاوى
- 2021-12-17
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4112) من المرسلة أ. ف من جازان، تقول: رجل حصل على وظيفة بشهادة دراسية متوسطة، ويقول: إنها لا تخلو من الغش، فما الحكم الشرعي في ماله هل هو حلال أم حرام؟ علماً أنه يعمل كاتباً، فهل لشهادته تأثير على عمله كاتباً؟
الجواب:
هذا السؤال ينبه على أمر مهم يقع في كثير من الجهات التي تكون مؤتمنة على توجيه أولاد المسلمين، فالتعليم أمر مهم؛ لأنه توجيه للشخص من بلوغه سن التمييز إلى حصوله على آخر شهادة، وفي كل مرحلة من المراحل يكون فيه كتب مقررة، ومدرس مؤتمن على تعليم الطالب المادة التي وُكِل إليه أن يعلمها الطالب على وجه صحيح، وكذلك هو مؤتمن على وضع الأسئلة، ومؤتمن على إعطاء الطالب الدرجة التي يستحقها، فهو مؤتمن على التعليم، وعلى وضع الأسئلة، وعلى تصحيح الإجابة على هذه الأسئلة ووضع الدرجة عليها، وفي كل مرحلة بحسبها، فإذا حصل غش من المدرس في التعليم، أو في وضع الأسئلة، أو في تصحيح الإجابة عليها، فإنه متوعد، لقوله ﷺ: « من غشنا فليس منا »؛ لأنه بهذا العمل يُخرج طالباً للمجتمع لا يحمل الكفاءة العلمية، ولا تكون الشهادة التي تحصَّل عليها مقياساً صحيحاً بواقعه العلمي، وبالتالي يكون قد خدع الجهة، أو قد كان سبباً في وقوع الجهة التي عينت هذا الطالب على مقتضى شهادته أوقعها في حرج؛ لأن الطالب عندما يباشر عمله لا يؤدي عمله كما يؤديه الذي أخذ الشهادة عن كفاءة علمية.
وكما أن هذا الكلام متجه إلى مدرس المادة، فكذلك الطالب قد يتصف بالغش من ناحية أنه يحمل معه شيئاً مما يساعده على الإجابة، أو أن بعض التلاميذ يساعد بعضهم بعضا بطرق ملتوية يعرفونها، فهذه ثلاث جهات: المدرس، والطالب، وزميل الطالب، وقد يكون المراقب الذي يراقب الطلاب من أجل ألاّ يحصل منهم غش، قد يتساهل إذا رآهم يغشون في الامتحانات، قد يتساهل وقد يعطونه رشوة، وذلك من أجل أن يسكت، فالواجب هو الحذر من هذه الظاهرة السيئة؛ لأنها إذا وجدت في مجال علمي، فإن الشهادة التي يأخذها الطالب لا تكون مقياساً علمياً صحيحاً للمستوى الذي تمثله هذه الشهادة، هذا تنبيه على هذا الموضوع.
أما هذه القضية في حد ذاتها، فبالإمكان أن الجهة التي عينت هذا الشخص، تحاط بالعلم بما وقع، وهي تتصرف فيما تراه محققاُ للمصلحة. وبالله التوفيق.