Loader
منذ سنتين

تائب وأريد طلب العلم وتحصين نفسي فبم تنصحني في قراءة الكتب والاستمرار على التوبة؟


  • فتاوى
  • 2022-03-03
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11668) من المرسل أ.ب. ي، يقول: أنا تائب جديد وأريد طلب العلم وتحصين نفسي فبم تنصحني أولاً بقراءة الكتب للمبتدئين في طلب العلم؛ لأني لا أستطيع حضور الدروس والمحاضرات لظروف العمل؟ وما نصيحتكم للاستمرار على هذه التوبة؟

الجواب:

        كون الشخص تاب إلى الله -عزوجل- فهذا من توفيق الله -جل وعلا- له.

        ومن المعلوم أن التوبة لابد فيها من الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على ألا يعود إليه، هذا إذا كانت المعصية من حق الله -جل وعلا-، وإن كانت هذه المعصية قد شُرع قضاؤها أو شرع الإتيان ببدلها كإنسان ترك صلاة فإنه يقضيها.

        أما بالنظر لحقوق الآدميين فإن التوبة لا تؤثر فيه بل تبقى في ذمته، فإن كانت هذه حقوقاً مالية فإنه يؤديها إلى أصحابها. وإذا كان انتهاكاً من عرض أو ما إلى ذلك فإنه يستبيح صاحبه، وإن تعذر عليه ذلك فإنه يدعو له ويتصدق عنه. فلابد أن يتأكد الشخص من صحة هذه التوبة.

        فإذا كانت التوبة على هذا الوجه فعليه أن يشكر الله -جل وعلا-.

        أما بالنظر إلى الجانب الآخر وهو مسألة طلب العلم فأنا أنصحه بأن يلتمس من يثق به من أهل العلم في بلده، ويرتبط به من جهة اختيار الكتب المناسبة له، واختيار الأوقات المناسبة من أجل أن يقرأ هذه الكتب على هذا الشخص.

        ومن جانب ثالث أنا أنصح هذا الشخص بالبداية في حفظ القرآن؛ ولكن لابد أن يجمع بين فهم القرآن وبين حفظه؛ لأن كثيراً من الناس يعتنون بحفظ القرآن ولا يهتمون بفهمه.

        والطريقة التي يجمع فيها الشخص بين فهم القرآن من جهة وبين حفظه من جهة أخرى:

        أنه يحدد الآيات التي تتكلم عن موضوع واحد، ويعرف ما اشتملت عليه هذه الآيات من معاني المفردات، ويعرف سبب النزول. وينظر في هذه الآيات من جهة هل فيها ناسخ أو منسوخ، ثم بعد ذلك ينظر إلى هذه الآيات من جهة المعنى حسب علامات الوقف الموجودة، ثم بعد ذلك يعرف المعنى العام لهذه الآيات،ثم يعرف الأحكام التي اشتملت عليها هذه الآيات.

وبعد ذلك بإمكانه أن يحفظ هذه الآيات. وفيه أمر يحتاج إلى تنبيه وهو أنه إذا كان يقرأ لابد أن ينتبه إلى الآيات التي تتشابه من جهة اللفظ؛ كما في قوله في سورة البقرة: {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ}[1]، وفي جميع مواضعها في جميع القرآن: {وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}[2]، فكلمة (به) مقدمة في سورة البقرة ومؤخرة في جميع القرآن.

وكذلك ما قد يشكل من جهة المعنى كما في قوله -جل وعلا-: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ}[3] مع قوله -جل وعلا- {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}[4] فالآية الأولى نفت السؤال، والآية الثانية أثبتت السؤال، وفي جميع ما ذكرته كتب موجودة في المكتبات، وفي إمكان الشخص أن يسأل عن كل كتاب يخدم واحداً من هذه الأمور. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (173) من سورة البقرة.

[2] من الآية (3) من سورة المائدة.

[3] الآية (39) من سورة الرحمن.

[4] الآية (24) من سورة الصافات.