نصيحة للسافرين والمغتربين في بر والديهم وصلتهم
- فتاوى
- 2021-07-17
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5963) من المرسل ع. م.ع. يقول: بعض الناس -هداهم الله- لا يهتمون كثيراً بوالديهم وخاصة الذين يكونون في الغربة لا يراسلونهم ولا يكلمونهم مع توفر الوسائل مثل الاتصالات والفاكسات في زمننا هذا ولله الحمد، هل من نصيحة لهم؟
الجواب:
الوالد أو الوالدة كلّ واحدٍ منهما يتعب على تربية ولده براءة لذمته وأداءً للأمانة التي ائتمنه الله -جلّ وعلا- عليها. ومن الآباء والأمهات من يرجو نفع ابنه أو بنته مستقبلاً.
ولكن الابن عندما يستغني بالوظيفة مثلاً؛ يعني: يستغني بما يقوم بحوائجه الدنيوية على حسب اختلاف أحواله من كونه طالباً إلى كونه مسؤولاً؛ وهكذا البنت عندما تكون موظفةً أو تكون متزوجةً بزوجٍ يغنيها عن أهلها، فقد يحصل صدودٌ من الابن عن أبيه وأمه، وصدودٌ من البنت عن أمها وأبيها، فيحصل عقوقٌ من الابن وعقوقٌ من البنت.
وعلى كلّ ولدٍ من ذكرٍ أو أنثى أن يتنبه إلى نفسه، وليتعلم الحق الواجب لأبيه عليه ولأمه عليه، فابن عمر رضي الله عنه كان يطوف في الحرم ورجل قد حمل أمه على كتفيه يطوف بها، فلما رأى ابن عمر سأله قال: هل ترى أني أديت حقها؟ قال: ولا بزفرة من زفراتها.
فلو أن الشخص من ذكرٍ أو أنثى عندما يبلغ مستواه، يعود إلى ذاكرته ما حصل منه من مشقةٍ على أمه ومن مشقةٍ على أبيه؛ كلٌ فيما يخصه من جهة تربيته لخفّف ما يكون في نفسه من العقوق؛ لكنه ينُكر جميع ما سبق، ويظن أنه خرج من الدنيا في هيئته الحاضرة، فعلى كلّ ابنٍ وبنتٍ أن يتقي الله في ذلك. وبالله التوفيق.