الفتوى رقم (10789) من المرسل السابق، يقول: من أكل وشرب ناسياً فهل يفطر؟ ومن رأى شخصاً يأكل ويشرب وهو ناسٍ هل يجب على من رآه أن يخبره ليمتنع عن الأكل والشرب؟

الجواب:

        أما بالنسبة للشخص إذا أكل أو شرب وهو ناسٍ فصيامه صحيح؛ لأن من قواعد النسيان أنه يُنزل الموجود منزلة المعدوم ولا ينزل المعدوم منزلة الموجود.

        فعلى سبيل المثال الإنسان إذا صلى خمساً ناسياً وسجد للسهو فصلاته صحيحة؛ لأن الخامسة في حكم المعدوم. وإذا صلى الظهر ثلاثاً وسلّم وقالوا له: بقي ركعة؛ ففي هذه الحالة لا بد أن يقوم ويأتي بركعةٍ ويسجد السهو. فالنسيان يُنزل الموجود منزلة المعدوم ولا ينزل المعدوم؛ يعني: الذي طُلب إيجاده إذا ما أوجده لا ينزله منزلة المعدوم. وبناءً على ذلك فهذا الإنسان الذي أكل وشرب وهو صائم داخل في تنزيل الموجود منزلة المعدوم، ولهذا الرسول ﷺ قال: « فإنما أطعمه الله وسقاه ».

        أما بالنظر إذا رأيت شخصاً يأكل ويشرب وهو ناسٍ وتعلم أنت أنه ناسٍ فمسألة كونه يتوجه إليك وجوب التذكير هذا لا يتوجه إليك؛ لكن قد يكون شرب وأكل وأنت تظن أنه ناسٍ؛ لكن لو تحققت أنه ناسٍ فلا يجب عليك، لكن إذا كان متعمداً يجب عليك الإنكار عليه. وبالله التوفيق.