حكم شرب الخمر للمسلم الذي خرج للجهاد
- الذبائح والأطعمة
- 2021-08-11
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (866) من المرسل السابق، يقول: بينما أنا على متن تلك الطائرة، كان بعض من الركاب يدينون بالإسلام، طلبوا من المضيف بعض من المشروبات والمسكرات، فلبى لهم طلبهم، فحدثتني نفسي أن أسأل هؤلاء الشباب من هم؟ ومن أين؟ وإلى أين؟ فأجابني أحدهم من قطرٍ عربي، وأنهم قاصدون الجهاد في سبيل الله ضد العدو -طبعاً العدو الصهيوني-، فقلت لهم: ما هذا الشراب بين أيديكم؟ فقالوا: هذا شراب عادي، فقلت في نفسي، كيف يكون لهم جهاد في سبيل الله؟ وكيف القاتل منهم والمقتول والعدو؟، هل أولئك يا شيخ يتحصلون على الشهادة أم لا؟
الجواب:
أولاً: كان الذي ينبغي منك عندما رأيتهم يطلبون الخمر ليشربوه، وهم من أبناء المسلمين، كان عليك أن تنصحهم؛ لأن هذا منكر، والنبي ﷺ قال: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فمن لم يستطع فبلسانه، فمن لم يستطع فبقلبه... » (الحديث). وأنت من أهل اللسان، وتعرف حكمه، فكان عليك أن تبين لهم ذلك نصحاً لهم، وبراءةً لذمتك.
ثانياً: كون هؤلاء الأشخاص ذهبوا للجهاد في سبيل الله، وشربوا الخمر في طريقهم إلى الجهاد، هم مؤمنون بإيمانهم، والله يعلم نيتهم من جهة الجهاد، وهو أعلم أيضاً بالجهة التي ذهبوا إليها ليجاهدوا في سبيل الله، هل جهادهم هذا في سبيل الله حقاً؟ فعليهم إثم المعصية التي ارتكبوها، وهي شرب الخمر، وأما ما يتعلق بالجهاد، فكما ذكرت، نيتهم لها حكم، والجهة التي اتجهوا إليها لها حكم أيضاً، هل هذا الجهاد في سبيل الله حقاً أم لا؟ وأمر ذلك راجع إلى الله جل وعلا، وقد جاء رجل إلى الرسول ﷺ يسأله، قال: « يا رسول الله، رأيت الرجل يقاتل شجاعةً، والرجل يقاتل حميةً، والرجل يقاتل ليرى مكانه، أي ذلك في سبيل الله؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله»، فالجهاد في سبيل الله حقاً، ما ابتغي به وجه الله جل وعلا، وكان على طريقة الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وهذان الشرطان مطلوبان فيما يعمله الإنسان، فلابد من الإخلاص، ولابد من المتابعة، وبالله التوفيق.