كيف تكون التوبة؟ هل لا بدَّ في التوبة من الكبائر لكي تقبل من أن أبكي ولا أعودَ إلى نفس الذنب؟ وإذا عدت مرات فهل تقبل توبتي؟
- فتاوى
- 2022-01-01
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8129) من المرسل السابق، يقول: كيف تكون التوبة؟ هل لا بدَّ في التوبة من الكبائر لكي تقبل من أن أبكي ولا أعودَ إلى نفس الذنب؟ وإذا عدت مرات فهل تقبل توبتي؟
الجواب:
الله -سبحانه وتعالى- شرع التوبة فقال: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ}[1]؛ هم كفار خرجوا من الإسلام، فمن كفر كفراً أكبر، أو أشرك شركاً أكبر، أو حصل منه نفاق أكبر بأي صورة من الصور، ثم تاب منه، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وهكذا كبائر الذنوب مثل الزنا والسرقة وشرب الخمر.
وهكذا الصغيرة إذا أصر عليها ثم تاب؛ لأن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة، وعليه أن يتوب منها؛ فالله -سبحانه وتعالى- يقول: {أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ}[2]، ويقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[3].
والتوبة إذا كانت في حق الله فإن الإنسان يندم على فعله، ويقلع عنه، ويعزم على عدم العودة، فهذه الشروط لا بد منها في حق الله -جل وعلا-، وإذا كان الحق للمخلوق فإن هذه الشروط الثلاثة تكون موجودة ويضاف إليها شرطٌ رابع؛ وهو أن حق الآدمي إذا كان حقّاً ماليّاً يُعاد إليه، وإذا كان حقّاً من عرضٍ أو نحوه فإنه يستبيحه، فإن تعذر عليه فإنه يدعو له ويتصدق عنه بقدر ما يعتقد أنه يبرئ ذمته.
والإنسان إذا تاب فعليه ألا يتوب توبة متلاعب، بل عليه أن يعقد قلبه على ألّا يعود إلى هذا الفعل مستقبلاً، لكن لو فُرض أنه عاد إليه فعودته إليه لا تمنع تجديد التوبة، وبالله التوفيق.