الفتوى رقم (8802) من المرسل السابق، يقول: قصر الصلاة أثناء السفر أو نحو ذلك، أنا لا أفهم هذا الموضوع كيف أعرف متى يكون قصر الصلاة؟

الجواب:

         الشخص يسافر سفراً مباحاً، وسفراً واجباً، وسفراً محرماً، فإذا سافر سفراً محرماً فإنه لا يترخص برخص السفر؛ كالذين يشتغلون بترويج المخدرات يتنقلون من بلد إلى بلد، فهؤلاء ليس لديهم حق في الأخذ بالرخص؛ لأن الأخذ بالرخص إعانة لهم على الإثم والعدوان، والله جل وعلا قال: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[1] فبما أن الله نهى الخلق على أن يتعاونوا على الإثم والعدوان، فهو جل وعلا منزهٌ عن شرعية ما يعين على الإثم والعدوان.

        أما إذا كان السفر واجباً؛ كالإنسان الذي يحج مثلاً يسافر للحج أو كان مباحاً كالسفر للتجارة، فإذا كان السفر مثلاً للتجارة، فإنه لا مانع من أن يترخص برخص السفر، والمسافة التي تكون محددة هي ثمانون كيلو، إذا أراد قطع هذه المسافة وخرج من قريته فإنه يبدأ بالترخص في القصر هذا بالنظر للمسافة.

        وأما بالنظر للمدة، فإذا نوى الإقامة دون أربعة أيام، فإنه يترخص برخص السفر، وإذا نوى الإقامة أكثر من أربعة أيام فإنه لا يترخص برخص السفر لا بالنسبة للصلاة ولا بالنسبة للإفطار في رمضان، فعليه أن يصوم مع الناس، وعليه أن يصلي الظهر أربعاً، والعصر أربعاً، والعشاء أربعاً، وبالله التوفيق.