Loader
منذ سنتين

هل الدعاء بالجن والشياطين من الاستعانة بغير الله؟


الفتوى رقم (981) من المرسل السابق، يقول: بعض الإخوة المسلمين إذا غضب على أخيه، أو زميله، أو أي إنسان كان يقول له: خذوه يا أهل حِرفة أو حرفة، (المراد بحرفة: بعض المناطق التي يسكنها الجن) أو انفروا به، وهو يقصد بذلك الاستعانة بالجن، فهل هذا جائز أم لا؟

الجواب:

 أولاً: أن الاستعانة بالحي الحاضر القادر فيما يقدر عليه ليس في ذلك شيء، ومن ذلك استعانة بعض الناس ببعض في المشاركة في حمل بعض الأشياء، أو الاستقلال بحمل بعض الأشياء.

 ثانياً: الاستعانة بالحي الحاضر القادر فيما لا يقدر عليه إلا الله، هذا شرك؛ لأن هذا حق من حقوق الله جل وعلا، وصرفه للمخلوق اعتداءٌ على حق الله جل وعلا، وتنزيلٌ للمخلوق منزلة الله جل وعلا.

ثالثاً: أن هذه الناحية التي نبه عليها هذا السائل، وهي الاستعانة بالجن، هذا مع الأسف يوجد بكثرة في جهاتٍ مختلفة، وهذا أمرٌ لا يجوز.

 فالواجب على هذا السائل أن ينبه من يستعمل ذلك، وإذا كان يستطيع أن ينبه الأشخاص الذين يظن أنهم يفعلون هذا الشيء، فهذا من النهي عن المنكر؛ لأنه لو فرض أن هذا العمل جائز في بعض صوره، من جهة أن الجن قد يستطيعون تحقيق رغبة هذا الشخص في بعض الأمور، لكن هذا قد يفضي إلى الاعتماد على الجن، وهذا يغري الجني بالإنسي، ويغري الإنسي بالجني، ثم بعد ذلك يؤدي هذا إلى أن يكون الإنسي مشركاً للجن في حق الله جل وعلا، وهذا يكون ممنوعاً من حيث الأصل، يعني من باب سد الذرائع، وقاعدة سد الذرائع موجودة في الشريعة، موجودة في القرآن، والسنة.

 فالحاصل من هذا: أن هذا الأمر المسؤول عنه لا يجوز؛ لأنه إما يكون شركاً، وإما أن يكون وسيلة إلى الشرك، والوسائل لها حكم الغايات في المنع، وبالله التوفيق.