Loader
منذ سنتين

والدي يأتي إليه ناس يشتكون ما بهم من مرض، فيعمل حجاب من ورق يكتب فيه من القرآن ويقول للمريض: علّق هذا الحجاب ويقول لي: إن هذا قرآن!


الفتوى رقم (12276) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: والدي يأتي إليه بعض الناس يشتكون له ما بهم من مرض، فيقوم والدي -سامحه الله- بعمل حجاب من ورق يكتب فيه من القرآن ويقول للمريض: علّق هذا الحجاب. ولقد قلت لوالدي: إن هذا العمل من التمائم وهو حرام، حاولت معه كثيراً ولكن دون جدوى، لكنه في كل كلامه يقول: إن هذا قرآن، وإن الله -سبحانه وتعالى- يقول: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[1]، فهل عمل والدي هذا حلال أم حرام؟ أرجو الإفادة والنصح.

الجواب:

الأشخاص الذين يضعون أنفسهم لاستقبال الناس من أجل علاجهم بطريقة القراءة؛ هؤلاء يختلفون باختلاف مقاصدهم، وباختلاف الوسائل التي يستخدمونها:

فمنهم من يضع نفسه للقراءة احتساباً لوجه الله -جل وعلا- ولا يأخذ على قراءته أجراً؛ بل يُريد الأجر من الله -جل وعلا-. والرسول ﷺ يقول: « إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ».

 ومنهم من يستعمل القراءة على الوجه الشرعي من جهة الأدعية من القرآن ومن السنة، ولا يطلب أجراً؛ ولكنه لا يمنع من يقدم له أجراً.

ومنهم من يضع حاجباً بينه وبين الناس يستقبل الناس ويأخذ منهم أجراً للدخول، ويأخذ أجراً منهم للقراءة، فيكون الهدف هو ابتزاز أموال الناس.

وقد يتصرف هذا القارئ بوجوه من التصرفات من أجل استمالة الناس إليه، فقد يقرأ وقد يعمل حجباً وتكون هذه الحجب خالية من الأمور الشركية؛ لكن فيها امتهان للقرآن وللسنة من جهة أن الشخص يدخل فيها مداخل محلات لا تكون طيبة، وقد يكون فيها أمور شركية.

وعلى كل حال فالموضوع يحتاج إلى تحقق من جهة ما يعمله والد هذا السائل على وجه الحقيقة، فإذا كان يشتمل على محظور فإنه يمنعه، وعليه أن يبلغ الجهة المسؤولة عن ذلك من أجل تتحقق عما يعمله فإذا كان ما يعمله مشتملاً على محظور شرعي مُنع، وإذا كان عمله لا يشتمل على محظور شرعي فإنه يُترك على ما هو عليه. وبالله التوفيق.

المذيع: أرجو أن تتفضل بحديث -فضيلة الشيخ- للذين يطرقون أبواب السحرة والكهنة للسادة المستمعين.

الشيخ: الأشخاص الذين ينصبون أنفسهم ويستعينون بالجن، ويستخدمون الكهانة والشعوذة، ويدّعون بذلك أنهم يزيلون السحر، ويعالجون العين، ويخرجون الجنية من الشخص؛ فهؤلاء الحكومة -جزاها الله خيراً- جعلت هذا الموضوع على بالها منذ أن تحققت عنه، وعملت الوسائل التي بمقتضاها يُمنع كل شخص تُحقق عنه أنه يُعالج بطريقة غير شرعية. وإذا كان بعض الأشخاص عنده معلومات مُتحقّقة عن أشخاص يعالجون بطرق غير شرعية فبإمكانه أن يبلغ الجهات المعنية وبدورها تتحقق عن الواقع، وتُجري ما تراه لازماً؛ لأن هذا داخل في عموم قوله -تعالى-: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[2]، وداخل في عموم قوله ﷺ: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيديه، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه ». وبالله التوفيق.



[1] من الآية (82) من سورة الإسراء.

[2] من الآية (2) من سورة المائدة.